كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
وجه الجواب في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ} الآية وهو أن إنزال الآية الملجئة المسخرة غير واجب عليه فإنه له أن يضل من يشاء بالخذلان واللبس ويوفق للهداية إلى دينه من وفقه الإنابة (¬1) إلى الاعتبار الصالح أول مرة.
{الَّذِينَ آمَنُوا} في محل رفع (¬2). {أَلَا بِذِكْرِ} عارض والذين آمنوا بدل من المبتدأ، والخبر قوله: {طُوبَى لَهُمْ}، ويحتمل أن يكون الأول في محل النصب لوقوع الهداية عليه بدلًا عن قوله: {مَنْ أَنَابَ}، واطمئنان القلب بذكر الله أن يسأم ذكر غيره، {طُوبَى}: اسم على وزن فعلى وهو اسم جامع لكل ما يستطاب، فكأنها الحياة الطيبة بروح الاتحاد، وقيل (¬3): هي شجرة (¬4) الخلد أصلها في دار نبينا -عليه السلام- (¬5) ولا دار في الجنة إلا وفيها غصن منها فهي تثمر ما يشاؤون فيها (¬6).
¬__________
(¬1) في الأصل: (الإيه).
(¬2) يجوز في "الذين آمنوا وتطمئن" أن يكون مبتدأ خبره الموصول الثاني وهو "الذين آمنوا" وما بينهما اعتراض.
والوجه الثاني: أن يكون بدلًا من "مَنْ أَناب".
الوجه الثالث: أنه عطف بيان له.
والوجه الرابع: أنه خبر مبتدأ مضمر.
والوجه الخامس: أنه منصوب بإضمار فعل.
[الدر المصون (7/ 46)].
(¬3) ورد في معنى (طوب سنده حسن.
(¬4) في "أ" والأصل: (متخيرة).
(¬5) في "ب": (- صلى الله عليه وسلم -).
(¬6) روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وأبي هريرة، بل ورد مرفوعًا من حديث عتبة بن عبد السلمي يقول: جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن في الجنة فاكهة؟ قال: "نعم فيها شجرة تدعى طوبى ... " الحديث. أخرجه الطبري في تفسيره (13/ 528)، وابن أبي عاصم في السنة (715)، والطبراني في الكبير (17/ 126)، والبيهقي في البعث والنشور (300)، وأحمد (17642).