كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

الآيات أو القول (¬1) مضمر، {قَوْمَكَ} أي بني إسرائيل، {مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} من الشبهات إلى اليقين، {بِأَيَّامِ اللَّهِ} أيام إنجاء الله إياهم (¬2).
{مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} ومجاوزته بهم البحر وآيات أصابت القرون الماضية بأنواع العذاب على سبيل الانتقام، وفائدة التذكير بهذه الأيام هو التنبيه على استحقاق الشكر والخوف.
{وَإِذْ تَأَذَّنَ} واذكروا حالة إيذانه إياكم (¬3)، والتأذن والإيذان واحد، كالتعود والإيعاد.
{فَإِنَّ اللَّهَ} قائم مقام الجزاء (¬4) في هذه الحياة فلا يضرونه شيئًا فإنه غير مفتقر إلى إيمانكم وحمدكم.
{أَلَمْ يَأْتِكُمْ} حكاية عن موسى، وقيل: خطاب لهذه الأمة {وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ} الأمم المنقرضة في مشارق الأرض ومغاربها درست آثارهم وانقطعت أخبارهم، {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} عضوا أناملهم غيظًا (¬5)، ويحتمل معنى التعجب على ما جرت به العادة في العامة كصك الوجه (¬6)،
¬__________
(¬1) في "أ": (للقول).
(¬2) عامة المفسرين على أن "أيام الله" نِعَم الله عليهم، ورد ذلك عن مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة، وقد ورد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أُبي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا، أخرجه الطبري (13/ 598)، وعبد بن حميد (168)، وأحمد بن حنبل في المسند (5/ 122)، والبيهقي في الشعب (8/ 44) وغيرهم ولا يصح رفعه. وقال ابن كثير: وهو بالوقف أشبه. وما ذكره المؤلف من أن "أيام الله" أيام إنجاء الله إياهم من آل فرعون فهذه من النعم.
(¬3) إيذانه إياكم أي إعلامه إياكم كما قاله الفراء، ومثله: أوعدني وتوعدني.
[معاني القرآن (2/ 69)].
(¬4) في الأصل و "ي": (الجر).
(¬5) روي ذلك عن عبد الله بن مسعود أخرجه الطبري في تفسيره (13/ 605 - 606)، وعبد الرزاق (1/ 341)، والطبراني في الكبير (9119) وغيرهم، وهو الذي رجحه الطبري.
(¬6) هي رواية عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، أخرجه الطبري في تفسيره (13/ 607)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (4/ 72) إلى ابن أبي حاتم.

الصفحة 1034