كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً} هذا مثل الإيمان (¬1)، وقيل: المراد بالشجرة الطيبة النخلة (¬2)، وإنما شبه الإنسان من حيث يهلك بقطع رأسها، وإنما يحمل بالإلقاح.
وقال -عليه السلام-: "أكرموا عمتكم النخلة" وروي أن النخلة خلقت من فضلة طينة آدم (¬3)، وقيل: إن البعير خلق من تلك الفضلة أيضًا، وروي أنه -عليه السلام- خرج على أصحابه وهم يذكرون الشجرة الطيبة فقال -عليه السلام-: "ذلك المؤمن أصله في الأرض وفرعه في السماء" (¬4).
{كُلَّ حِينٍ} ستة أشهر.
¬__________
(¬1) نقله الطبري عن ابن عباس والربيع بن أنس وهي شهادة أن لا إله إلا الله وهو أصل الإيمان، ورجحه الطبري.
[تفسير الطبري (13/ 634 - 635)].
(¬2) روي ذلك عن أنس بن مالك مرفوعًا بلفظ: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بقِناعِ بُسْرٍ فقال: "مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة". قال: "هي النخلة" أخرجه الطبري في تفسيره (13/ 638)، والنسائي في الكبرى (11262)، والترمذي (3119) وغيرهم. وقال العلامة الألباني -رحمه اللهُ-: صحيح موقوفًا.
[صحيح سنن الترمذي (2494)].
(¬3) الجملتان في حديث أخرجه العقيلي في الضعفاء (430)، وابن عدي (1/ 330)، وابن حبان في الضعفاء (3/ 44)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 123) عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - مرفوعًا بلفظ: "أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم ... " الحديث. والحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 184) وقال: لا يصح، مسرور منكر الحديث. وقال العقيلي: إنه غير محفوظ، وقال ابن عدي: منكر، وقال العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة (1/ 428/263): موضوع.
(¬4) لم نجد شيئًا بهذا اللفظ، والجامع في ذلك حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من الشجر شجرة لا يَسْقُط ورقها، وانها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ " قال عبد الله: فوقعَ الناسُ في شجر البوادي، ووقع في نفسي أنها النخلةُ، فاستحييتُ ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: "هي النخلة" قال عبد الله: فذكرت ذلك لعمر، فقال: لأَنْ تكونَ قلتَ: هي النخلة أحبُّ إليَّ من كذا وكذا. أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب العلم 1/ 133)، ومسلم في صحيحه (صفات المنافقين 2811) وغيرهما.

الصفحة 1039