كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
وقيل: {كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ} كلمة الكفر {كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} (¬1) الحنظلة {اجْتُثَّتْ} اقتلعت وسقطت ليس لها أصل ثابت في الأرض ولا في السماء، وهي تتلاشى عن قريب، فكذلك كلمة الكفر.
عن البراء عنه -عليه السلام- في قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} قال (¬2): في القبر إذا قيل لك من ربُّك وما دينك ومن نبيك (¬3)، وعن عمر في هذه الآية قال: قال -عليه السلام-: "إذا دخل المؤمن قبره أتاه فتّانا القبر فأجلس في قبره وانه ليسمع خفق (¬4) نعالهم إذا ولّوا مدبرين، فيقولان (¬5) له: من ربك ما دينك ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمَّد -عليه السلام-، فيقولان: ثبتك الله نم قرير العين"، وهو قول الله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} (¬6). {وَفِي الْآخِرَةِ} في القبر بالتوحيد الثابت للحق {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} الكافرين، وقيل: إذا أدخل (¬7) المنافق أو الكافر (¬8) قبره قالا له: من ربك ومن نبيك؟ فيقول: لا أدري،
¬__________
(¬1) (كلمة الكفر كشجرة خبيثة) ليست في "ب".
(¬2) في "ب": (قيل).
(¬3) أخرجه الطبري في تفسيره (13/ 658)، وابن أبي شيبة (3/ 377)، والبيهقي في عذاب القبر (ص 5)، والآجري في الشريعة (867)، والمروزي في زوائد الزهد (1356). وورد مرفوعًا عن البراء بن عازب أيضًا بلفظ قال: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - المؤمن والكافر فقال: "إن المؤمن إذا سئل في قبره قال: ربي الله، فذلك قوله: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" أخرجه البخاري (1369)، ومسلم (3871) وغيرهما.
(¬4) في الأصل: (خنق).
(¬5) في الأصل: (يقولان).
(¬6) لم نجده بهذا اللفظ عن عمر بن الخطاب لكن ورد عنه بلفظ قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف أنت إذا كنت في أربعة أذرع في ذراعين، ورأيت منكرًا ونكيرًا؟ " قلت: يا رسول الله وما منكر ونكير؟ ... الحديث بطوله أخرجه البيهقي (118)، وقال البيهقي: غريب بهذا الإسناد، وقال الذهبي في الميزان (4/ 167): خبر منكر.
(¬7) في "أ": (دخل).
(¬8) في "ب": (الكافر أو المنافق).