كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
سُورَةُ الحِجْرِ
مكّية (¬1)، وهي تسع وتسعون آية (¬2).
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{آيَاتُ الْكِتَابِ} مجاهد وقتادة (¬3): التوراة والإنجيل، وقيل: الكتاب والقرآن واحد.
{رُبَمَا} حرف جار (¬4) لا يدخل إلّا على الأسماء المنكورة (¬5)، فإن
¬__________
(¬1) ذكر ذلك عن ابن عباس وعبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما -، ولا نعلم في ذلك خلافاً.
(¬2) لم يذكر المصنف اختلافاً في ذلك، وهو كذلك. وانظر ما ذكره الداني في "البيان في عد آي القرآن" (173).
(¬3) أما عن مجاهد، فرواه ابن جرير (14/ 5، 6). وأما عن قتادة، فرواه ابن جرير
(14/ 5، 6)، وابن أبي حاتم (7/ 2099؛ 8/ 2748).
(¬4) في الأصل: (جر).
(¬5) هذا مذهب أبي الحسن، كما في كتابه معاني القرآن (378)، وزعم الكوفيون وابن الطراوة أنّها اسم. وبعض نحويِّي البصرة، قال: أُدْخِلَ مع "ربَّ": "ما" ليتكلم بالفعل بعدها، وان شئت جعلت "ما" بمنزلة شيء؛ فكأنك قلت: ربَّ شىء يَودُّ. لكن بعض الكوفيّين يردّ ذلك بحجّة أن المصدر لا يحتاج إلى عائد. و"الودّ" قد وقع على "لو"، ربما يودّون لو كانوا. ويقول الكسائي والفرّاء: لا تكاد العرب توقع "ربَّ" على مستقبل، وإنما يوقعونها على الماضي من الفعل؛ كقولهم: ربّما فعلت كذا. مع أنه جاء في القرآن مع المستقبل؛ كقوله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ} [الحجر: 2].
وقد ذكر المؤلف أن لفظ المستقبل الذي في الآية واجب لا محالة، فكأنه ماضٍ وعلّل لذلك.
[معاني القرآن للفراء (2/ 82)، الطبري (14/ 7)].