كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
وارتفع الإمهال ولم ينفع نفسًا إيمانها (¬1) لم تكن آمنت من قبل، واتّصالها بأن (الذكر) القرآن في قوله: {نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} هاهنا.
{وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} قيل: حفظ الله كتابه عن (¬2) الدروس، وقيل: حفظه عن الجنون والخبال والمجون (¬3) والضلال.
{مِنْ قَبْلِكَ} رسلًا.
{نَسْلُكُهُ} السلك الإيغال والسلوك الوغول والمسلك شبه السرب (¬4)، والضمير عائد إلى الاستهزاء، والآية ردّ على المعتزلة.
{فَظَلُّوا} يقال: ظلّ يفعل إذا كان عامّة نهاره في فعله، وبات يفعل إذا كان عامّة ليله في فعله، وإذا لم يرد تخصيص ليل ولا نهار، قلت: طفق (¬5) يفعل (¬6).
{يَعْرُجُونَ} يصعدون.
{سُكِّرَتْ} حُبِست بالتخييل عن حقيقة المشاهدة.
{فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} بروج السماء: أقسامها وأجزاؤها الاثنا عشر (¬7)، كل جزء بالمساحة على ثلاثين درجة، وهي ستّون دقيقة لا تفاوت بينها، وفي المشاهدة على كواكب من منازل القمر بينها تفاوت، ثم هذه السماء
¬__________
(¬1) في "ب": (إيمانًا).
(¬2) في الأصل و"أ": (من).
(¬3) في "ب": (المحور)، وهو خطأ.
(¬4) في الأصل: (سهمًا يشرب)، وهو خطأ.
(¬5) في الأصل و"ي": (صفق).
(¬6) ومنه قوله تعالى: {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص: 33]. قال ابن عباس - رضي الله عنها -: جعل يضرب سوقها وأعناقها بالسيف، ولم يحدّد بليل أو نهار، وكلمة طفق مثل كلمة ظلّ، تقول: طفق يفعل كذا، أي ظلّ يفعل كذا؛ قاله ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (طفق).
(¬7) أسماء الاثني عشر هي كما قال ابن قتيبة: الحَمَل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدَّلو، والحوت. وأصل البروج الحصون كما قال ابن قتيبة أيضًا.
[زاد المسير (4/ 387)].