كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
محدقة بالنار والريح والأرض إحداق قشر البيضة بما فيها، يدور على قطبين: قطب معلوم شمالي، وقطب موهوم جنوبي عند بعض الناس، وهي معلّقة بالقطب الشمالي من فوق الأرض كهيئة الكلية لا قطب لها من ناحية الجنوب عند بعض، وهي (¬1) مختصّة ببروج غير (¬2) هذه البروج الاثني عشر الفلكية عند بعض، فمن تلك البروج الصراح وهو بيت المعمور وسائر البروج مساجد الملائكة ومقاماتهم ومقامات الأنبياء والصِّدِّيقين والشهداء. {وَزَيَّنَّاهَا} حسّناها بصفاء لونها وبالشمس والقمر والكواكب.
{وَحَفِظْنَاهَا} بالكواكب المُنْقَضَّة التي هي رجوم للشياطين، قيل: ألم (¬3) تزل السماء محفوظة محروسة بهذه الكواكب المُنَقَضَّة؟ عن ابن عباس: أنّ رجالًا من الأنصار (¬4) أخبروه (¬5) أنّه بَيْنما هم جلوس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬6) ليلةً من اللّيالي رمي بنجم فاستنار، فقال لهم (¬7) رسول الله: "ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رُمِي بمثل هذا"؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، كنّا نقول: مات الليلة عظيم ووُلد الليلة عظيم، قال -عليه السلام-: "إنه لا يرمى لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربّنا تبارك وتعالى إذا قضى أمرًا سبّح حملة العرش ثم سبّح أهل السماء الذين يلونهم، ثم سبّح أهل السماء الذين يلونهم (¬8)، حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم يسأل أهل السماء السابعة حملة العرش: ماذا قال ربّكم؟ فيخبرونهم، ثم يسال أهل السماء السادسة أهل السماء السابعة، وكذلك حتى ينتهي الخبر إلى السماء الدّنيا فيحفظه الجني ليقذفه إلى (¬9) صاحبه
¬__________
(¬1) (وهي) من "ب" "ي".
(¬2) (غير) ليست في "ب".
(¬3) في "ب" "ي": (لم).
(¬4) (من الأنصار) ليست في "ب".
(¬5) في الأصل: (أخبره).
(¬6) (- صلى الله عليه وسلم -) من "ب".
(¬7) (لهم) ليست في "ب".
(¬8) من قوله: (ثم سبح) إلى (يلونهم) ليست في "أ".
(¬9) في "ب": (على).