كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{جَمَالٌ} حسن المنظر {حِينَ تُرِيحُونَ} تردون الإبل إلى بيوتكم ومنازلكم رواحًا (¬1) {وَحِينَ تَسْرَحُونَ} بالغداة إلى المرعى.
{إِلَى بَلَدٍ} قيل: مكة حرسها الله (¬2)، وفي الحديث: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد رسول الله والمسجد الأقصى" (¬3). والظاهر أنه أي بلد كان.
{وَالْبِغَالَ} ما يولد من الحمار والفرس، وفي الآية دليل على كراهية لحم الفرس (¬4) {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} عام، وعن قتادة أنه السوس في النبات (¬5) والدود في الفواكه (¬6).
¬__________
= اللغوي عن الأموي قال: الدفء عند العرب: نتاج الإبل وألبانها، ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (2/ 550).
(¬1) وهو الموضع الذي تقيم فيه الإبل، وهو الذي يطلق عليه المُرَاح: أي حين تريحون إبلكم فتردونها بين الشرعي ومباركها؛ قاله الفراء والزجاج.
[معاني القرآن للفراء (2/ 96)، معاني القرآن للزجاج (3/ 191)].
(¬2) ابن جرير (14/ 169، 170) عن عكرمة وعزاه في "الدر المنثور" (9/ 11) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، وهو مروي عن عكرمة.
(¬3) البخاري (1132)، ومسلم (1397) وغيرهما.
(¬4) النصوص الشرعية تدل على جواز أكل لحوم الخيل. من ذلك حديث جابر بن عبد الله مرفوعًا قال: "نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر عن لحوم الحُمُر، ورخص في لحوم الخيل" أخرجه البخاري في صحيحه (9/ 559) كتاب الصيد والذبائح، باب لحوم الخيل. ومسلم في صحيحه (1941) كتاب الصيد والذبائح، باب في أكل لحوم الخيل. وقالت أسماء -رضي الله عنها -: ذبحنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرسًا ونحن بالمدينة فأكلناه. أخرجه البخاري (9/ 553)، ومسلم (1942). وأما دعوى المؤلف أنه مكروه لعله يشير إلى الحديث الذي أخرجه أبو داود (3790)، والنسائي (7/ 202)، وأحمد (4/ 89) عن خالد بن الوليد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن أكل قوم الخيل، وهذا الحديث إسناده ضعيف فيه صالح بن يحيى بن المقدام.
قال البخاري: فيه نظر. وفي بعض ألفاظ الحديث أن خالدًا شهد خيبر وهو خطأ، فإنه لم يسلم - رضي الله عنه - إلا بعدها على الصحيح. والكلام يطول في حكم أكل لحوم الخيل لكن الذي يترجح لدينا هو الإباحة. وقد رَدَّ الطبري في تفسيره على من استدل في هذه الآية على كراهة لحوم الخيل كما ذهب إليه المؤلف وفصل القول في ذلك.
[تفسير الطبري (14/ 175)].
(¬5) في "ب": (الثياب).
(¬6) ذكره القرطبي في تفسيره عن قتادة. [القرطبي (10/ 80)].

الصفحة 1067