كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
{وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} أي إلى الله الهداية {وَمِنْهَا} ومن السبيل {جَائِرٌ} زائغ مائل شجر كله ما ينبت من الأرض.
{تُسِيمُونَ} تزرعون (¬1).
{وَمَا ذَرَأَ} في محل النصب عطفًا على {اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} (¬2) وقيل: في محل الخفض عطفًا على قوله: {إِنَّ في ذَلِكَ} وقيل: في محل رفع بالابتداء وخبره الجملة، و (الذرء): الخلق (¬3)، و (الألوان) الأجناس مجازًا أو الأصباغ حقيقي (¬4).
{طَرِيًّا} جديد (¬5)، وقيل: أراد الطبري والمالح جميعًا، اقتصر على أحد طرفي الكلام كقوله: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: 81]، {حِلْيَةً} يعني اللؤلؤ والياقوت والمرجان والعنبر {مَوَاخِرَ} فواعل (¬6) يقال: مَخَرَت السفينة إذا شقت الماء بصدرها {وَلِتَبْتَغُوا} الواو مقحمة، وقيل: للعطف على مضمر (¬7)، أي لتتفكروا {وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}.
¬__________
(¬1) عامة المفسرين على أن "تسيمون" بمعنى: ترعون. منهم ابن عباس - رضي الله عنهما - وعكرمة والضحاك وقتادة وابن زيد. ولم أجد أحدًا من المفسرين من قال أن "تسيمون" بمعنى تزرعون. يقال: أسام فلانٌ إبله يسيمها إسامة إذا أرعاها، وهي إبل سائمة تطلق على الإبل التي تترك في الفلاة للرعي، ومنه قول الأخطل النصراني:
مثلِ ابنِ بزعةَ أو كآخَر مثلِهِ ... أَوْلَى لك ابن مسيمةِ الأَجْمَالِ
أي يا ابن راعية الأجمال.
[الطبري (14/ 183)، معاني القرآن للزجاج (3/ 192)، معاني القرآن للفراء (2/ 98)].
(¬2) قاله الزمخشري وجعل أبو البقاء الناصب. لها فعلًا محذوفًا والمعنى: ما خلق فيها من حيوان وشجر، والتقدير على قول أبي البقاء: أثبت ما ذرأ لكم.
[الإملاء (2/ 79)؛ الكشاف (4/ 404)].
(¬3) قاله قتادة أخرجه الطبري في تفسيره (14/ 184).
(¬4) في "ب": (حقيقة).
(¬5) اللحم الطبري هي حيتان البحر؛ قاله قتادة، أخرجه عنه الطبري في تفسيره (14/ 186).
(¬6) في الأصل كلام غير مفهوم.
(¬7) قاله ابن الأنباري وقدره: لتنتفعوا بذلك ولتبتغوا. نقله عنه السمين الحلبي في تفسيره.
[الدر المصون (7/ 201)].