كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{أَرْذَلِ الْعُمُرِ} الهرم {لِكَيْ لَا يَعْلَمَ} لا يعقل (¬1)، وقيل: العلم الكسبي.
{وَاللهُ فَضَّلَ} ابن عباس: نزلت في نصارى نجران (¬2) أنهم استقبحوا إشراك مماليكهم معهم في الأموال فكان إشراكهم عيسى -عليه السلام- (¬3) بالله تعالى أقبح.
ابن عباس في قوله: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} قال: البنون الصغار والحفدة ما قد أعان والده على عمله (¬4)، وقال ابن مسعود: البنون الأولاد والحفدة الأختان (¬5)، وقيل: الحفدة أولاد الأولاد (¬6)، وقيل: الخدَم (¬7).
{رِزْقًا} مصدر نصب بالملك و {شَيْئًا} اسم نصب بالرزق (¬8)، وإنما وحِّد الفعل في أول الآية وجمع في آخرها. الإبهام ما كالذي.
{فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} قالوا: هي (¬9) منا بمنزلة الوالد من الولد ووصفوه بالكيفية.
¬__________
(¬1) قاله الفراء. [معاني القرآن (2/ 110)].
(¬2) عزاه القرطبي (10/ 126) لابن عباس ومجاهد وقتادة، وعزاه في زاد المسير (4/ 468) لابن عباس من طريق أبي صالح.
(¬3) (السلام) ليست في "أ".
(¬4) لفظ ابن عباس الذي رواه الطبري في تفسيره (14/ 298) سئل عن قوله: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} قال: من أعانك فقد حفدك، أما سمعت قول الشاعر:
حَفَدَ الولائِدُ حولهنَّ وأُسْلِمَتْ ... بأكفهنَّ أَزمَّةُ الأجمال
(¬5) ورد في البخاري في تاريخه (6/ 154)، وابن جرير (14/ 296)، والطبراني في الكبير (9088، 9090، 9092، 9093)، والحاكم (2/ 355) وفيه: الحفدة الأختان.
(¬6) هذا ورد عن ابن عباس عند ابن جرير (14/ 297).
(¬7) هذا ورد عن عكرمة عند ابن جرير (14/ 298).
(¬8) هذا مذهب أبي علي الفارسي ذكره في الإيضاح (1/ 155) وقيل: إن "شيئًا" منصوب على المصدر، والتقدير: لا يملك لهم شيئًا من الملك، وقيل: إنه بدل من "رزقًا" واستبعده السمين الحلبي لأن الرزق شيء من الأشياء.
(¬9) في الأصل: (قال هو).

الصفحة 1077