كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
وهي ماية وعشر آيات في غير عدد أهل الكوفة (¬1)، والله أعلم.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: أُسري برسول الله ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول، وذلك قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا (¬2)، وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة باثني عشر أو ثلاثة عشر شهرًا، وإن الذي كان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا إنما هو المعراج لسبع عشرة من رمضان على ما ذكره الواقدي (¬3)، وسنذكر المعراج في سورة "النجم" إن شاء الله تعالى، وقيل: إن ليلة الإسراء وليلة المعراج واحد، وعن أم هانئ بنت أبي طالب: أسري بالنبي -عليه السلام- من شِعب أبي طالب (¬4)، وعن ابن عباس: المسجد الحرام، الحرم كله (¬5).
وعن أم هانئ قالت: ما أسري رسول الله إلا من بيتي (¬6)، عن الكلبي عن أبي صالح عن أم هانئ بنت أبي طالب أنها حدثت: أن النبي -عليه السلام- صلَّى في بيتها تلك الليلة العشاء الأخيرة، قالت: فصليت معه ثم قمت وتركته في مصلاه فلم أنتبه حتى نبهني (¬7) لصلاة الغداة ثم قال: "قومي يا أم هانئ أحدثك العجب"، قالت: قلت: كل حديثك عجيب، وصلَّى وصلَّيت معه، قالت (¬8): فلما انصرف، قال: "أتاني جبريل وأنا في مصلاي، فقال:
¬__________
(¬1) حيث إن أهل الكوفة يقولون إنها (111) آية، انظر: أبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (177)، وانظر: "روح المعاني" (15/ 2).
(¬2) ذكره السيوطي في الدر المنثور (9/ 195) وعزاه لابن مردويه.
(¬3) ابن سعد في الطبقات (1/ 213) من طريق الواقدي.
(¬4) رواه الترمذي (3131)، وعبد بن حميد (1183)، وابن جرير (14/ 4424)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 228) والحديث صحيح.
(¬5) لم نجد هذه الرواية عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وينزل قول ابن عباس على من قال: إنه أسري به من بيت أم هانئ.
(¬6) أخرجه الطبري في تفسيره (14/ 414).
(¬7) في الأصل: (ينتهي).
(¬8) (قالت) ليست في "ب".