كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
في بني عبد المطلب، وعن أبي رافع قال: لما كانت تلك الليلة فقد رسول الله (¬1)، وتفرقت بنو عبد المطلب ليلتمسوه، فخرج العباس حتى بلغ ذا طوى فجعل يصيح: يا محمَّد، فأجابه رسول الله: "لبيك" فقال: يا ابن أخي عَنَّيتَ قومك منذ الليلة فأين كنت؟ قال: "أتيت من بيت المقدس"، قال: أفي ليلتك؟ قال: "نعم"، قال: فهل أصابك إلا خير؟ فقال -عليه السلام-: "ما أصابني إلا خير"، وذكر القصة بطولها (¬2) (¬3).
{وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} اتصالها من حيث ذكر المسجد الأقصى الذي هو قبلة بني إسرائيل، ومن حيث قوله: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}، قال: رؤية موسى.
وآتينا بني إسرائيل عليهم السلام ليلتئذٍ من الآيات: {ذُرِّيَّةَ} لنريه ذرية {مَنْ حَمَلْنَا} وهم الأنبياء الذين أراه الله إياهم ليلته، والثاني: أنه بدل من موسى أو كالصفة له، فإنه كان من ذرية نوح -عليه السلام-، فعلى هذا الضمير في قوله: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} عائد إلى موسى -عليه السلام-، والثالث: الاتخاذ يقتضي مفعولين فكان (¬4) الذرية من دوني أن لا يتوكلوا علي من نحافتهم في الخلقة والحاجة، والرابع: اسم مضاف فانتصب بحرف النداء (¬5).
وعن عمران بن سليم: إنما (¬6) سمي نوح عبدًا شكورًا لأنه كان إذا
¬__________
(¬1) في "ب": (رسول الله صلى الله عليه وسلم).
(¬2) المثبت من "ب" وفي البقية (بطوله).
(¬3) قريبًا منه عند ابن سعد في الطبقات (1/ 213، 214)، وابن عساكر (1/ 174) كما في المختصر.
(¬4) في "أ" "ي": (وكان).
(¬5) ذكر بعض هذه الأوجه النحاس في إعرابه وزاد عليها النصب بفعل محذوف التقدير: أعني ذريةً، وأجاز أن تكون {ذُرِّيَّةَ} بدلًا من وكيل لأنه بمعنى جمع، والوجه الرابع الذي ذكره المؤلف اختاره الفراء في إعرابه وقال: منصوبة على النداء، ناداهم، يا ذرية من حملنا مع نوح.
[معاني القرآن للفراء (2/ 116)، إعراب القرآن للنحاس (3/ 230).
(¬6) في "أ": (إنه).