كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

كورس إلى بابل أحسن السيرة في بني إسرائيل وردَّهم إلى أوطانهم وأمر بعمارة بيت المقدس. وبقي الأمر على ذلك حتى أرسل إليهم بهمن (¬1) إسفنديار بنيستاسف رسولًا يدعوهم إلى تجديد العهد وإظهار الطاعة وأداء الخراج، وقتلوا (¬2) رسوله فغضب، وكان بخت نصر يعيش بعد (¬3) فوجهه إليهم وأمره بإساءة السيرة فيهم، فهو الموعود الأول والثاني (¬4).
{عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ} قال الضحاك: كانت الرحمة الموعودة هو أن يبعث محمدًا -عليه السلام- (¬5)، قال ابن عباس: سجنًا محصورًا فيه (¬6) (¬7) كهيئة الزرب زرب الغنم.
{لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} أي: إلى الخصلة التي هي أصوب الخصال وهي ملة الإسلام.
{وَأَنَّ الَّذِينَ} وبشر الذين {لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا} ويحتمل أنها بشارة المؤمنين أيضًا فإنهم يفرحون بعذاب المخالفين لا محالة.
{وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ} نزلت في النضر بن الحارث (¬8) حيث قال: إن
¬__________
(¬1) في الأصل و"أ": (همن).
(¬2) في "ب": (فقتلوا).
(¬3) (بعد) ليست في "ب".
(¬4) هذه القصة الطويلة ذكرها ابن جرير مفصلة عن ابن إسحاق (14/ 459)، وبعضًا منها عن حذيفة بن اليمان مرفوعًا، أخرجه الطبري في تفسيره (14/ 458). وقال ابن كثير في تفسيره (5/ 44): حديث موضوع لا محالة لا يستريب في ذلك من عنده أدنى معرفة بالحديث، والعجب كل العجب كيف راج عليه -أي ابن جرير- مع إمامته وجلالة قدره. وقد صرح شيخنا الحافظ العلامة أبو الحجاج المزي -رحمه اللهُ- بأنه موضوع مكذوب وكتب ذلك على حاشية الكتاب اهـ. ولا شك أن التفاصيل التي ذكرها ابن إسحاق من قبيل الإسرائيليات. والله أعلم.
(¬5) عزاه السيوطي في الدر (9/ 264) لابن أبي حاتم عن الضحاك، وهو في تفسيره (7/ 2319).
(¬6) (فيه) ليست في الأصل و"أ".
(¬7) ابن جرير (14/ 507، 508)، وابن أبي حاتم في تفشره (7/ 2319).
(¬8) قاله مقاتل نقله عنه ابن الجوزي في تفسيره (3/ 12).

الصفحة 1096