كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا}: الزنا في اللغة اسم لوطء المرأة في قبلها من غير عقد، وإطلاق النبي -عليه السلام- الزنى على اليدين والرجلين محمول على الإثم دون الحكم لقوله: "ادرؤوا الحدود ما استطعتم" (¬1).
{لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا} هو تحكيم الولي في قتل القاتل إن شاء قتله وإن شاء عما عنه، {إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} أي: ولي المقتول كان منصورًا حيث جعل له سلطانًا.
{وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ} روي أن رجلًا جاء إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، إنّ لي يتيمًا فأضربه؟ قال: "نعم مما تضرب منه ولدك"، قال: أفآكل ماله؟ قال: "نعم، غير متأثل بماله ولا واقٍ مالك بماله" (¬2)، {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} أي المحافظة به مسؤول عنها يوم القيامة.
{بِالْقِسْطَاسِ} بالقَبَّان (¬3). وقال أبو عبيد الهروي: أي ميزان كان (¬4).
{وَلَا تَقْفُ} لا تتبع، يقال: قفوته أقفوه وقفيته أقفيه وقفيته أقفوه (¬5) بمعنى، قال الكلبي: هو أن يدعي الإنسان علمًا لا يحسنه ويكذب على سمعه وبصره وفؤاده، وقال مقاتل: يقول الله تعالى (¬6): يا ابن آدم لا ترمني بالشرك
¬__________
(¬1) الدارقطني (3/ 84)، وأبو يعلى (6618)، والبيهقي (9/ 123) مرفوعًا بسند ضعيف وموقوفًا عن عمر عند عبد الرزاق (13641)، والبيهقي (8/ 238) عن ابن مسعود.
(¬2) ابن حبان (4244)، وابن أبي شيبة (21377)، والطبراني في الصغير (244)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 651) (6/ 296)، وابن عدي في الكامل (4/ 72)، والبيهقي في السنن (6/ 4)، وفي الشعب (21377)، بسندين أحدهما منقطع والآخر فيه ضعف.
(¬3) قاله الحسن، نقله عنه الطبري في تفسيره (14/ 591)، والبغوي في تفسيره (5/ 92).
(¬4) لم نجده في غريبه ولكن ذكر ابن فارس والزجاج وصاحب اللسان والطبري في تفسيره وغيرهم أنه يأتي بمعنى الميزان ومعناه العدل بالرومية، كما قاله مجاهد، نقله عنه الطبري في تفسيره.
[تفسير الطبري (14/ 592)، معاني القرآن للزجاج (3/ 238)، مجمل اللغة لابن فارس (4/ 162) اللسان (قسط)].
(¬5) في "أ" "ب": (أقفومه).
(¬6) (تعالى) ليست في "ي".

الصفحة 1104