كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

فإنك لا تعلم لي شريكًا، وقيل: هو أن يستنَّ الرجل بسنَّة لا يعلم أسنة هي أم بدعة (¬1)، {كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} خبر للاسم المنتصب بأن.
{مَرَحًا} نشاطًا وخيلاء، {لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ} لن تبغها لشدة وطئك، {وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} بأن تنعظم وتشمخ بأنفك وتركب (¬2) رأسك.
عن جابر بن عتيك عنه -عليه السلام-: "من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها فالغيرة في الرّيبة، وأما التي يبغضها ففي غير ريبة، وإن (¬3) من الخيلاء ما يبغض الله ومنها ما يحب الله، فأما الخيلاء التي يحب الله فاختيال الرجل نفسه عند اللقاء واختياله عند الصدقة، وأما التي يبغض الله فاختياله في البغي" (¬4) وروي في "الفخر".
{فَتُلْقَى} من الإلقاء ويجوز من اللقاء، وعن ابن عباس (¬5) أن هذه الثماني عشر في ألواح موسى-عليه السلام- كتب الله له فيها أنزلها الله تعالى (¬6) على نبينا-عليه السلام- من رأس اثنين وعشرين آية قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 23] إلى رأس الأربعين قوله: {وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [الإسراء: 39]، قال: وهي عشر آيات في التوراة، قال: هذه الآيات سبع عشرة آية عند الفداء، فإن لم يقع سهو من جهة الرواة فكأنه عدّ سلطانًا أو بالقسطاس المستقيم آية.
{أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ} نزلت في بني مليح ومن ذهب مذهبهم من
¬__________
(¬1) وكل هذه المعاني والتأويلات متقاربة كما قال الطبري في تفسيره (14/ 595)، وبعض أهل العربية من أهل الكوفة يزعم أن أصله من القيافة وهي تتبع الأثر وعلى هذا يلزم القراءة على هذا النحو: {وَلَا تَقْفُ} بفتح التاء وضم القاف وسكون الفاء.
(¬2) في الأصل: (وتركت).
(¬3) في الأصل: (فإن).
(¬4) أبو داود (2659)، والنسائي (5/ 78)، وأحمد (5/ 445، 446)، وابن حبان (295) (4762) والحديث حسن.
(¬5) رواه الطبري قريبًا منه (15/ 138، 139) وفيه خمس عشرة آية، وانظر: تفسير النسفي (2/ 287).
(¬6) (تعالى) ليست في "ب".

الصفحة 1105