كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

والشجرة كلتيهما، {إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} لمكان الشبهة والالتباس، وإنما وصفت بالملعونة لكون أهليها وآكليها ملعونين أو لكونها (¬1) مكروهة مستبشعة خبيثة (¬2) تنفر الطباع منها وتلعنها.
{طِينًا (¬3)} نصب لنزع الخافض (¬4) أو لأنه مفعول ثانٍ لقوله أي: كونه في الابتداء {طِينًا}، أو للحال، أي: قدرته وصورته في حال كونه طينًا.
{أَرَأَيْتَكَ} استفهام بمعنى الإنكار، {هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} مبتدأ وخبر في محلّ الرفع بالاستفهام، {لَأَحْتَنِكَنَّ} الاحتناك: الإفساد، وقيل: الاستئصال (¬5) (¬6).
{مَوْفُورًا} متروكًا برمته، ومن الدعاء: توفر وتحمد أي: لا زلت موفورًا محمودًا.
{وَاسْتَفْزِزْ} واستدع في استخفاف، {بِصَوْتِكَ} فاستمع (¬7) بحاسة الأذن، {وَأَجْلِبْ} استجمع واستحث، {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} أما
¬__________
= [الإملاء (2/ 94)، معاني القرآن للفراء (2/ 126)، معجم القراءات للدكتور عبد اللطيف الخطيب (5/ 85)].
(¬1) في الأصل و"ب": (لكونه).
(¬2) مستبشعة خبيثة) ليست في "أ".
(¬3) في الأصل: (طفيفًا).
(¬4) قاله الزجاج كما في معانيه (3/ 248)، وقال الزجاج وتبعه ابن عطية: إن نصبه على التمييز، كما جَوَّزَ الزجاج نفسه أن تكون "طينًا" منصوب على الحال، والتقدير عنده: أنك أنشأته في حال كونه من طين.
[معاني القرآن (3/ 248)، الدر المصون (7/ 378)].
(¬5) الاحتناك بمعنى الاستئصال مروي عن ابن قتيبة نقله عنه ابن الجوزي في زاد المسير (3/ 37)، لكن المروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في معناها قال: لأستولين. رواه الطبري في تفسيره (14/ 655)، وابن أبي حاتم في تفسيره (7/ 2337).
(¬6) في "ب" والأصل: (الاستئضار).
(¬7) في "أ" "ي": (فاستجمع).

الصفحة 1113