كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

شعبة وهو يرعى في نوبته فانصرف إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬1) ليبشره، واستقبله أبو بكر رضي (¬2) الله عنه فأقسم عليه أن لا يسبقه بالبشارة، فرجع المغيرة إلى هؤلاء الوفود يعلمهم التحية إذا دخلوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (1)، فأبوا عليه إلا تحية أهل الجاهلية، وكان خالد بن سعيد بن العاص يمشي بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (1) وبين القوم وهو (¬3) الذي كتب كتابهم، فلما دخلوا عليه قالوا: يا محمَّد نحن أخوالك (¬4) وأصهارك وجيرانك وخير أهل نجد سِلمًا وأضرهم عليك حربًا، إن سالمنا سالم من بعدنا وإن حاربنا حارب من بعدنا، فقال -عليه السلام- (¬5): "ماذا تريدون؟ " قالوا: نبايعك على ثلاث خصال: أن لا نحني -يعنون في الصلاة- وأن لا نكسر أصنامنا بأيدينا وأن يمتعنا بالطاغية سنة -يعنون اللات-، فقال -عليه السلام-: "لا خير في دين لا صلاة فيه ولا ركوع ولا سجود، وأما أن لا تكسروا أصنامكم بأيديكم فذلك لكم، وأما الطاغية فإني غير ممتعكم بها"، قالوا: يا رسول الله، إنا نحب أن تسمع العرب بأنك أعطيتنا بما لم يعط غيرنا، فإن كرهت وخشيت أن تقول العرب أعطاهم ما لم يعطنا فقل: أمر ربي بذلك. فسكت -عليه السلام- ودعا بوضوء فقال عمر بن الخطّاب: أحرقتم رسول الله أحرق (¬6) الله أكبادكم (¬7) إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬8) لا يدع الأصنام في أرض العرب، إما أن تسلموا وإما أن ترجعوا فلا حاجة لنا فيكم، فأنزل الله: {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ} (¬9)، أي: كدت تمتعهم بالطاغية سنة أو كدت تتمنى أن لا ينزل عليك ما ينفرهم عنك.
¬__________
(¬1) (صلى الله عليه وسلم) ليست في"أ" "ب".
(¬2) (رضي) ليست في "ب".
(¬3) في "ب": (بين).
(¬4) في الأصل: (أخو الملك).
(¬5) في "ب": (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).
(¬6) في الأصل: (فأحرق).
(¬7) في الأصل: (أكبادهم).
(¬8) (صلى الله عليه وسلم) ليست في "أ".
(¬9) بهذا السياق لم نجد هذه الرواية، ولكن هناك روايات قريبة في معناها العام عند البغوي في تفسيره عند كلامه على هذه الآية.

الصفحة 1117