كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{وَإِذًا} أي (¬1) أن يحقق ركونك إليهم ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات، وإنما يضاعف الوعيد لتضاعف النعمة.
{وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ} ذكر الواقدي عن جماعة أن قريشًا أهلكوا يوم بدر فلم يلبثوا بعده إلا قليلًا (¬2)، وعن مجاهد أن الآية مكية في قريش (¬3) كقوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الأنفال: 30].
{سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا} أي: سنتنا فيمن أرسلنا، وانتصاب السنة بإضمار بيّنا وأوضحنا (¬4).
{أَقِمِ الصَّلَاةَ} اتصالها بها من حيث وعد النصرة في ضمن قوله: {وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ} والصلاة من أسباب النصرة، وقيل: اتصالها الإعراض فإنه إذا قام الصلاة أعرض عنهم واستراح من شغلهم.
(دلوك الشمس) ميلها، وقيل: غروبها (¬5)، {إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} ظلمته (¬6)،
¬__________
(¬1) (أي) ليست في الأصل و"أ".
(¬2) هذا ورد كذلك عند ابن عباس وقتادة عند ابن جرير (15/ 19، 20)، وابن أبي حاتم (7/ 2341).
(¬3) المعروف عن مجاهد في هذه الآية أنه قال: لو أَخْرَجَتْ قريشٌ محمدًا لعُذِّبوا بذلك.
أخرجه الطبري في تفسيره (15/ 20)، وانظر: تفسير مجاهد (ص440).
(¬4) على كلام المؤلف تكون "سنة" منصوبة على أنها مفعول به، وذهب الفراء إلى أنه على إسقاط الخافض، أي: كسنةِ الله، ويجوز أيضًا أن ينتصب على المصدر المؤكد والتقدير: سنَّ الله ذلك سُنَّة.
[معاني القرآن للفراء (2/ 129)].
(¬5) قاله الزمخشري: وأشهر الأقوال أنه الزوال وهو نصف النهار إلى أن تغيب، وهو قول أبي عبيدة والزجاج والأزهري.
[زاد المسير (3/ 45)، الكشاف (2/ 462)، معاني الفراء (2/ 129)].
(¬6) وهو دخول أول الليل قاله ابن شميل. وأنشد قول الشاعر وهو لعبيد الله بن قيس الرقيات:
إن هذا الليل قد غسقا ... واشتكيْتُ الهَمَّ والأَرَقا
[ديوان قيس (ص 187)، البحر (6/ 68)].

الصفحة 1118