كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} صلاة الفجر، انتصب على العطف، و (الفجر) الإصباح، {كَانَ مَشْهُودًا} أبو هريرة (¬1) عنه -عليه السلام-: "تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار" (¬2).
{فَتَهَجَّدْ} من الهجود نقيض الهجوع {بِهِ} بالقرآن، {نَافِلَةً} صفة لاسم مضمر، واتصالها بها بإضمار جعلناها، وقيل: على الحال (¬3)، قال ابن عباس: ليس لأحد نافلة غير النبي -صلى الله عليه وسلم- (¬4) لأنّ كل إنسان يخاف على نفسه أن لا يقبل فريضة، {مَقَامًا مَحْمُودًا} مقام الشفاعة بين يدي الله تعالى. وعن كعب بن مالك عنه -عليه السلام-: "يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تلّ فيكسوني ربي حلة خضراء، ثم يوذن لي في الشفاعة فأقول ما شاء الله أن أقول فذلك المقام المحمود" (¬5).
أبو حنيفة -رحمه الله- عن شداد وعطية العوفي كليهما عن أبي سعيد الخدري في قوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} الآية، قال: يخرج الله تعالى قومًا من النار من أهل الإيمان والقبلة بشفاعة محمَّد -عليه السلام- فذلك المقام المحمود، فيؤتى بهم لنهر (¬6) يقال له: الحيوان، فيلقون فيه فينبتون فيه كما يخرج النقاوير، ثم يخرجون منه فيدخلون الجنة فيسمون فيها الجهنميون، ثم يطلبون إلى الله أن يذهب ذلك الاسم عنهم فيذهب (¬7).
¬__________
(¬1) في "ب" "ي": (هبيرة).
(¬2) أخرجه أحمد في مسنده (10133)، وابن ماجه (670)، والبخاري في القراءة خلف الإمام (251)، والترمذي (3135)، والبيهقي في الشعب (2835) وغيرهم عن أبي هريرة مرفوعًا.
(¬3) انتصابها على الحال هو اختيار أبي البقاء العكبري، وذهب الحوفي إلى أنها منصوبة على المفعول به والناصب لها "تهجد".
[الإملاء (2/ 95)].
(¬4) ابن جرير (15/ 40).
(¬5) أحمد (3/ 456)، وابن جرير (15/ 48، 51)، وابن حبّان (6479)، والحاكم (2/ 363) والحديث صحيح.
(¬6) (نهر) ليست في "ب".
(¬7) لم نجد هذه الرواية إذ الحديث مشهور عن أنس وليس بهذا السياق، =

الصفحة 1119