كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
{قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ} اتصالها من حيث {أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا} [الإسراء: 94]، بخلوا بنعمة الله وإنعامه على بشر مثلهم، {قَتُورًا} بخيلًا، يقال: قتر يقتر وأقتر يقتر.
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} اتصالها من حيث اقتراحهم الآيات، أي: آتينا موسى تسع آيات من غير اقتراح. كما أنزلنا على محمَّد القرآن بالحق من غير اقتراح، عن صفوان بن عسال أن يهوديين قال أحدهما لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي (¬1) نسأله فقال: لا تقل نبي فإنه إن سمعها تقول نبي كانت له أربعة أعين، فأتيا النبي -عليه السلام- فسألاه عن قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} فقال النبي -عليه السلام-: "لا تشركوا بالله شيئًا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تسرقوا ولا تسحروا (¬2) ولا تمشوا بين (¬3) بريء إلى السلطان فيقتله ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا محصنة (¬4) ولا تفروا من الزحف، وعليكم اليهود بخاصة أن لا تعتدوا في السبت" فقبلا يديه ورجليه وقالا: نشهد إنك نبي، قال: "فما يمنعكما أن تسلما؟ " قالا: إن داود -عليه السلام- دعا الله (¬5) أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف أن يقتلنا اليهود، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح (¬6) (¬7)، لاعتراف اليهوديين به وشهادة ظاهر القرآن له من وجهين:
أحدهما: قوله: {فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ} وموسى لم يجيء بني إسرائيل بالطوفان والجراد والقمل ولكنه جاءهم بالأمر والنهي.
¬__________
(¬1) في "ب": (النبي -صلى الله عليه وسلم-).
(¬2) (ولا تسحروا) ليست في "ب".
(¬3) (بين) ليست في "ب" "ي".
(¬4) (ولا تقذفوا محصنة) ليست في "أ".
(¬5) (الله) ليست في "ب".
(¬6) في "ب": (صحيح حسن).
(¬7) الطيالسي (1260)، وأحمد (4/ 239)، والترمذي (2733، 3144)، والنسائي (7/ 111)، وابن ماجه (3705)، وابن جرير (15/ 103، 104)، وابن أبي حاتم (9/ 2851)، والطبراني في الكبير (7396)، والحاكم (1/ 9) والحديث ضعيف.