كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{هَؤُلَاءِ} إشارة إلى السبع (¬1) اللواتي رواهن صفوان، وقيل: إشارة إلى اليد والعصا وسائر البراهين، {بَصَائِرَ} حال لهؤلاء (¬2)، {مَثْبُورًا} ممنوعًا مصروفًا عن الخير هذا غاية في اللين والحلم والاحتمال.
{اسْكُنُوا الْأَرْضَ} أرض مصر، وقيل: الأرض أردن وفلسطين (¬3) (¬4)، {وَعْدُ الْآخِرَةِ} هو البعث يوم القيامة، وقيل: هو نزول عيسى -عليه السلام-، ويحتمل خروج موسى بهم من مصر إلى قتال الجبابرة، {لَفيفًا} جميعًا (¬5).
{وَبِالْحَقِّ} الصدق والصواب {أَنْزَلْنَاهُ} الضمير عائد إلى الهدى في قوله: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى} [الإسراء: 94] وقيل: المراد به الوحي، {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ} توكيد.
{وَقُرْآنًا} الواو للعطف على قوله: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} أي: أنزلناه مقرونًا أو متركبًا وداعيًا بالحق، {وَقُرْآنًا} ويحتمل أن يكون لعطف الجملة ويصف القرآن بفعل مضمر كما في قوله: {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} [البقرة: 41] ومنه قوله: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ} [يس: 39]، {عَلَى مُكْثٍ} لُبْثٍ لتنذر، والمراد به نزول القرآن نجومًا متفرقة على سبيل المهلة والتراخي.
{قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا} على سبيل التهديد كقوله: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ
¬__________
(¬1) في "أ": (البيع).
(¬2) أي: إن صاحب الحال هو -هؤلاء-، إلى هذا ذهب الحوفي وابن عطية وأبو البقاء وهؤلاء يجيزون أن يعمل ما قبل إلا فيما بعدها وإن لم يكن مستثنى ولا مستثنى منه ولا تابعًا له، والثاني: وهو مذهب الجمهور أن ما بعد إلا لا يكون معمولًا لما قبله فيقدر لها عامل تقديره: أنزلها بصائر.
[الإملاء (2/ 97)، الدر المصون (7/ 422)].
(¬3) (أردن وفلسطين) ليست في "أ".
(¬4) من قال: إنها الأردن وفلسطين هو ابن عباس - رضي الله عنهما -، ذكره ابن الجوزي في تفسيره (3/ 58).
(¬5) قاله ابن عباس - رضي الله عنهما - ومجاهد وقتادة والضحاك، ورواه عنهم الطبري في تفسيره (15/ 112)، وانظر: تفسير مجاهد (ص 443).

الصفحة 1130