كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

قال الكلبي: ثم انصرف الملك والناس حين سدوا عليهم الكهف إلى مدينة أفسوس، وعمد رجلان مسلمان يكتمان إيمانهما من دقيانوس الكافر حين انصرف الجبار، عمدا إلى اللوح من رصاص فكتبا فيه الفتية وأسماء (¬1) آبائهم ومدينتهم وأنهم خرجوا فرارًا من دقيانوس الملك الكافر ممن ظهر عليهم فإنهم مسلمون، ثم ألزقاه في السد من داخل الكهف، وكان دقيانوس أظهر علامات الكفر بالمدينة (¬2) وقد دخل الفتية وهم يرونها، وكانوا كلما غزا ملك تلك المدينة ظهر عليها أظهر (¬3) علاماته، إن كان مسلمًا أظهر علامات المسلمين وإن كان كافرًا أظهر علامات المشركين.
ثم إن صاحب الأرض التي كان فيها احتاج إلى أن يبني حظيرة لغنمه (¬4) فهدم ذلك السد فبنى لغنمه (¬5) فكان باب السد مفتوحًا وقد اختلف الناس فقال قائلون: لا تقوم الساعة وليست بشيء، وقال الآخرون: هي كائنة حقًا.
ثم استيقظوا بعد ثلثمائة سنة وتسع سنين على جوعهم الذي ناموا عليه، فنظر مكسملينا وهو سيدهم إلى الشمس قد زال (¬6) عن مكانها الذي (¬7) كانت حين دخلوا فقال: كم لبثتم؛ فقالوا: لبثنا يومًا أو بعض يوم. وأسماؤهم يمليخا ومرطونس ونواس (¬8) وسارينوس وكشفوطط وبطيونوس.
¬__________
(¬1) في "ب": (فكتبا فيه أسماء الفتية وأسماء ...)، وفي "أ": (فكتبا فيه الفتية أسماء ...).
(¬2) من قوله (وقد دخل) إلى هنا ليست فى "ب".
(¬3) (أظهر) ليست في الأصل.
(¬4) في الأصل: (يبني لغنمه).
(¬5) في الأصل: (ليبني لغنمه).
(¬6) في "ب": (زالت).
(¬7) في "ب": (التي).
(¬8) (ونواس) ليست في "أ" "ب".

الصفحة 1139