كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ} وقال مكسملينا: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ} وهم يرون ملكهم دقيانوس كما هو عليه {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} يقول: أيها أحل ذبيحة لأنّ عامتهم كانوا مجوسًا يوم دخلوا الكهف {فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ} يقول: طعامًا منه {وَلْيَتَلَطَّفْ} في الشري {وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} [يقول: لا يعلمن بكم أحدًا] (¬1) من المجوس.
{إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ} العود في دينهم: الشرك بالمجوسية (¬2) {وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} قال: فخرج رسولهم يمليخا فلما انتهى إلى باب السد إذا حجارة مكسورة على بابه، فقال: إن هذا الشيء ما رأيناه، وكان صاحب الكهف هدمه واسمه زندليس بني حظيرة لغنمه فقال: إن هذا ما رأيناه أمس حين دخلناه، فكان أول شيء أنكره (¬3) وأنكر الطريق، قال: فرجع إليهم فأخبرهم بالحجارة فأنكروه وأنكروا الطريق، فقال (¬4) مكسملينا عند ذلك: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ} ثم مضى يمليخا حتى أتى السوق ولا يعرف أحدًا من أهلها، وإذا ملك من الملوك مسلم يقال له: بسفاد قد غزا تلك المدينة فظهر عليها وكسر علاماتها وأظهر علامات المسلمين، فسأل يمليخا: أي مدينة هذه؟ قالوا: هذه مدينة أفسوس، قال: فأي رستاق هذا؟ قال: فأخبروه، قال: فقال: لقد أصابنا شيء إن هذه لمدينتنا وإن هذا لرستاقنا ما أعرفهما ولا أهاليهما، قال: ثم أتى خبازًا وهو يخبز فقال: يا خباز بعني من طعامك هذا، وأخرج ورقة، فلما رآها الخباز أنكرها وأنكر الرجل، فقال: إني لأنكرك فمن أين لك هذه الدراهم؟ فقال له يمليخا: ولم؟ قال: لأن معك دراهم دقيانوس الملك الكافر وقد ضربت منذ ثلثمائة سنة وتسع سنين، وأنكرك لأنك لا تشبه أهل قريتنا، إما أن تعطيني من هذا الكنز الذي وجدت وإما أن أرافعك (¬5) إلى
¬__________
(¬1) ما بين [...] ليست في الأصل.
(¬2) في "أ": (بالمجوسية).
(¬3) من قوله (لغنمه) إلى هنا ليست في "أ".
(¬4) في "ب": (قال).
(¬5) في الأصل: (لدافعك).

الصفحة 1140