كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
{مَا شَاءَ اللَّهُ} مبتدأ، أي: ما شاء الله كان، وقيل: خبر؛ أي هذه ما شاء الله (¬1) {إِنْ تَرَنِ} شرط (¬2) لقوله: {مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} لأنّ رؤية المجالس الفقير داعية إلى الشكر والاعتبار {أَنَا} عماد، وقيل: توكيد (¬3) لا محلّ له من الإعراب كالضمير المتصل في قوله: {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} [البقرة: 41].
{حُسْبَانًا} ابن عرفة: عذابًا، الأزهري: المرامى الصغار من برد أو حجارة أو نحوها (¬4)، وحسبان القتبي معرفة {صَعِيدًا زَلَقًا} مزلة ملساء لا يثبت فيها قدم، يقال: زلق رأسه إذا حلق.
{يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ} عبارة عن غاية التأسف، كما أن صك الوجه عبارة عن غاية التعجب.
{هُنَالِكَ} إشارة إلى الساعة التي أنكر الكافر قيامها، وهذه الإشارة يجوز أن تكون من جهة المؤمن، ويجوز أن تكون من جهة الله تعالى {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا} مثيب ومعقب إثابة وإعقابًا (¬5) و (العقب): العاقبة.
{هَشِيمًا} ما تكسَّر وتفتق من النبات بالدوس وغيره، و (الهشام):
الكسر {تَذْرُوهُ} إجزاؤه في الهواء (¬6) بسرعة وتفريق.
¬__________
(¬1) إذا قلنا إن "ما" موصولة بمعنى "الذي" فإنها تكون مبتدأ وخبرها محذوف كما قدره المؤلف، وإذا قلنا "ما" شرطية فتكون في محلّ نصب مفعولًا مقدمًا وجوبًا بـ"شاء" أي: أيَّ شيءٍ شاء الله والجواب محذوف؛ أي ما شاء الله وإن ووقع. وعلى كلا التقديرين فهذه الجملة في محل نصب مقول القول.
[الدر المصون (7/ 495)].
(¬2) (ما شاء الله {إِنْ تَرَنِ} شرط) ليست في "أ".
(¬3) توكيد لياء المتكلم في "ترني".
(¬4) انظر "روح المعاني" للألوسي (15/ 281). وعذابًا- مروي عن ابن عباس وقتادة والضحاك- ومن فسرها "مرامي" هو أبو عبيدة وابن قتيبة والنضر بن شميل.
(¬5) في الأصل: (وأحقابًا).
(¬6) في "ب": (الهوى).