كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

إبراهيم (¬1) في قوله: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} قال: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" (¬2). أبو هريرة عنه -عليه السلام-: "لإن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس" وقال: "هن الباقيات الصالحات" (¬3). ابن عمر: أن النبي -عليه السلام- خرج على قومه فقال: "خذوا جُنتكم" فقالوا: يا رسول الله من عدوّ حضر؟ قال: "بل من النار" قالوا: وما جنتنا من النار؟ قال: "سبحان الله والحمد لله (¬4) ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن يأتين يوم القيامة (¬5) مقدمات ومجنبات ومعقبات وهن الباقيات الصالحات" (¬6) وقيل: الباقيات الصالحات الصلوات الخمس (¬7) {أَمَلًا} طمعًا.
{وَيَوْمَ} واو العطف على قوله {وَاضْرِبْ} والتقدير: واذكر يوم كذا {نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} وتسييرها قوله: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً (¬8)} [النمل: 88] الآية، والمعنى فيه فسخ نظام الدنيا وتسطيح العرصات وتهويل الأمر وما شاء الله من المعاني اللطيفة الخفية (¬9). عمرو بن دينار: لتسبيحة (¬10)
¬__________
(¬1) الذي ورد عن إبراهيم النخعي في "الباقيات الصالحات" أنهن الصلوات الخمس. أخرجه الطبري في تفسيره (15/ 275)، وهكذا ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (3/ 88).
(¬2) وردت عدة روايات في تفسير "الباقيات الصالحات" بهذه الكلمات منها ما رواه أحمد (3/ 75) عن أبي سعيد الخدري، والحديث حسن. ومنه ما رواه أحمد (4/ 267) عن النعمان بن بشير وهو حديث صحيح. وهناك روايات أخرى عن ابن عباس وأبو هريرة وعلي - رضي الله عنهم -.
(¬3) أصل الحديث في مسلم (2695) وليس فيه "هن الباقيات" لكنها وردت في رواية أخرى عند النسائي في الكبرى (10684)، وابن جرير (5/ 278).
(¬4) في "ب": (والحمد لله وسبحان الله).
(¬5) في الأصل: (القيامات).
(¬6) الحديث عن أبي هريرة رواه النسائيُّ (10684)، وابن جرير (5/ 278)، والحاكم (1/ 541)، والبيهقي في الشعب (606).
(¬7) روي ذلك عن ابن عباس وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي. أخرجه الطبري في تفسيره (15/ 275)، وابن أبي حاتم (6/ 2092).
(¬8) (جامدة) من "ب".
(¬9) في الأصل: (الخفيفة).
(¬10) في الأصل: (التسبيحة)، وفي "ي": (للتسبيحة).

الصفحة 1150