كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
والمراد بالنسيان (¬1) المنفي هاهنا حقيقة النسيان {وَلَا تُرْهِقْنِي} لا تعجلني {عُسْرًا} نصبًا لقيامه مقام المصدر.
{غُلَامًا فَقَتَلَهُ} ابن عباس عن أبي بن كعب قال: "الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرًا" (¬2) والجمع بين هذا وبين قوله: "كل مولود يولد على الفطرة" (¬3) أن المراد بكفر الغلام كفر النعمة لا كفران الديانة (¬4) فحيث الطبيعة الراجعة إلى الكفر بعد حين. و (النكر) (¬5) ضد العرف.
{أَهْلَ قَرْيَةٍ} أنطاكية {فِيهَا جِدَارًا} بناه بناء على القواعد {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} من مجاز الكلام، أي يكاد الله يسقطه، و (الانقضاض): سقوط في انكسار.
قال الخضر: {هَذَا} أي وقت {فِرَاقُ}.
{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} الكلبي: اسم الملك جلندا (¬6)، وقيل: إن أولاد آمد ميافارقين من أصله وهم الأكراد، وقيل: كان هذا الملك بأنطاكية وكان عربيًا واسمه المنذر بن جلندا الأزدي.
{فَخَشِينَا} علمنا {رُحْمًا} عطفًا. قال الكلبي: فولدت أم الغلام لأبيه جارية تزوجها نبي من الأنبياء فولدت له ولدًا هدى به أمة من الأمم (¬7).
¬__________
= {بِمَا نَسِيتُ} قال: لم ينس، ولكنها من معاريض الكلام، وورد عن ابن عباس موقوفًا أيضًا قال: {بِمَا نَسِيتُ}: بما تركت من عهدك. أخرجه الطبري عنهما في تفسيره (15/ 338 - 339).
(¬1) في "ب": (بالإنسان).
(¬2) مسلم (2661)، والطبري في تفسيره (15/ 357)، والترمذي (3150) وغيرهم.
(¬3) البخاري (1292)، مسلم (2659).
(¬4) ما ذكره المؤلف من كفران النعمة يخالف ظاهر الآية بل يخالف ظاهر قراءة أُبَي بن كعب (فكان أبواه مؤمنين وكان كافرا) فالمراد به الكفر الحقيقي -والله أعلم-.
(¬5) في "أ": (النكرة).
(¬6) ذكره القرطبي كأحد الأقوال بلفظ (الجلندي)، انظر: القرطبي (11/ 33).
(¬7) ذكر ابن الجوزي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "أبدلهما به جارية ولدت سبعين نبيًا". [زاد المسير (3/ 103)].