كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ} الشرط والجزاء على لفظ الاستقبال، والمنسوخ على لفظ الماضي لاعتبار المعنى، إذ المعنى واحد في نحو قولك: إن أكرمتني أكرمك {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ} وجوههم وأشرافهم عن مجاهد (¬1)، وقال الفراء (¬2): الطوائف العصائب من قولهم رأيت الناس إلى فلان عنقًا، وقال الكسائي: الأعضاء التي عليها الرؤوس وإنما جمعت بـ {خَاضِعِينَ} لاعتبار الأعناق أو لما وصفت العقلاء وهو الخضوع، الآيات جمعت جمع العقلاء.
{كَرِيمٍ} طيب، يقال: نخلة كريمة وشاة كريمة.
{ذَلِكَ} إشارة إلى القرآن أو إلى الآيات (¬3).
{أَكْثَرُهُمْ} أكثر المستمعين للذكر أو المشاهدين المذكورين.
ووصف الله بأنه {الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} للدعوة على سبيل الترهيب والترغيب.
{أَلَا يَتَّقُونَ} استفهام بمعنى الإنكار على المستفهم عن حالهم كقوله: {أَوَلَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 77].
{فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ} أيضًا ليؤازرني ويعينني، والرسول يقع على الواحد والجماعة كالعدو.
و {نُرَبِّكَ} ننميك ونصلحك {وَلِيدًا} مولدًا وهو الطفل المربى. وقال القتيبي: الوليد الذي ولد في بلاد العجم ونشأ (¬4) في بلاد العرب، والمولد
¬__________
(¬1) المعروف عن مجاهد غير ما ذكره المؤلف فقد روى الطبري عن مجاهد (17/ 544)، قال: فظلوا خاضعين أعناقهم لها. وأما ما ذكره المؤلف عن مجاهد فقد أشار إليه الفراء في معانيه (2/ 277).
(¬2) ذكره الفراء في معانيه (2/ 277).
(¬3) في الأصل و"أ": (الأسباب).
(¬4) في الأصل: (نشأ) بدون واو.

الصفحة 1322