كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} لأنهم وجدوه مصدقًا لما بين يديه من التوراة وموعود على سبيل التعريض والتصريح.
{بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ} إن أراد الذين لا يحسنون تأدية حروف الهجاء أقامه الأعراب لآفة في ألسنتهم فهو كقوله: {وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ} [الأنعام: 111]، وإن أراد الأعجميين الذين لا يحسنون العربية والنطق والحروف المختصة بها كالصاد وحروف الإطباق فهو كقوله: {إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ} [الأنعام: 156].
{مَا أَغْنَى} نفي على سبيل الاستفهام والسؤال.
{إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ} يدل على أن مشارق الأرض ومغاربها لم تخل من منذر وحجة لله تعالى على خلقه إلى أن ختم النبوة بمحمد -عليه السلام- (¬1) وجعل دعوة الإسلام شائعة سابقة مستفيضة.
{ذِكْرَى} في محل النصب؛ أي منذرون تذكرة أو في محل الرفع بإضمار مبتدأ (¬2).
{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ} نفي الكهانة.
{وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ} (¬3) في نفي استئهالهم (¬4) استغواء محمد -عليه السلام- (1) لطهارته وأمانته وعفته وصدق لهجته.
{وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} في نفي قدرتهم وذلك لعصمة الله تعالى وكونها حائلة بينه وبينهم.
¬__________
(¬1) (السلام) ليست في "ي".
(¬2) النصب على أنها مفعول لأجله والعامل فيها إما "منذرون" واما "أهلكنا"، وأما الرفع فهو على إضمار مبتدأ والتقدير: هذه ذكرى وتكون الجملة اعتراضية وجَوَّز السمين الحلبي أن تكون "ذكرى" صفة لـ"منذرون" على وجه المبالغة. [الدر المصون (8/ 561)].
(¬3) في "ب": (وما يستطيعون).
(¬4) في "ب": (استنالهم).

الصفحة 1328