كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)} مصروفون بالرجم بالثواقب إذا أراد استراق السمع.
{عَشِيرَتَكَ} عشيرة رسول الله (¬1) ولد عدنان ثم ولد مضر منهم، ثم الحُمس، ثم قريش، ثم الأباطيح، ثم المطَّلبيون، ثم بنو عبد مناف، ثم بنو هاشم لا أقرب منهم.
وعن ابن عباس قال: لما أنزل الله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (¬2)} أتى رسول الله الصفا فصعد عليه ثم نادى: "يا صباحاه! " فاجتمع الناس إليه فبين رجل يجيء وبين رجل يبعث رسوله، فقال رسول الله (¬3): "يا بني عبد المطلب يا بني عبد مناف أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا بسفح هذا الجبل يريدون أن يغيروا عليكم مصدقي أنتم؟ "، قالوا: نعم، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"، فقال أبو لهب: تبًا لكم سائر البرية إنما دعوتمونا لهذا؟! فنزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} [المسد: 1] (¬4).
{حِينَ تَقُومُ} للصلاة كقوله: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} [المزمل: 2]، وقيامه للجهاد والجدال كقوله: {يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} [الصف: 4]، وقوله: {قُمْ فَأَنْذِرْ (2)} [المدثر: 2] وقيامه للدعاء والوعظ كقوله: {وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11]، وفائدة التنبيه على رؤية قيامه هي البشارة بأن سعيه (¬5) مقبول.
{وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219)} أي في جملة المصلين معه من حال إلى حال ومن ركن إلى ركن، أو تقلبه لمعاشه فيما بين المؤمنين بعد رجوعه (¬6)
¬__________
(¬1) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬2) (الأقربين) ليست في "أ".
(¬3) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬4) البخاري (4971)، ومسلم (208).
(¬5) في الأصل: (سعيد).
(¬6) في الأصل: (رجوعهم).

الصفحة 1329