كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)
قالت: يا نبي الله دع ما مضى فالآن قد دخلت في دينك وقلت بمقالتك وشهدت بشهادتك غير أني أرى خاتمك (¬1) منقوشًا بلا حفر ولا كتابة فما الذي على خاتمك؟.
قال سليمان -عليه السلام-: لا إله إلا الله محمَّد رسول الله.
قالت بلقيس: من محمَّد؟.
قال سليمان: محمَّد رسول الله يكون في آخر الزمان.
قالت بلقيس: فلم صار اسمه على خاتمك دون اسمك؟.
فقال: لأنه أكرم على الله مني، ولن ينفعك الإيمان ولن يقبل الله منك صرفًا ولا عدلًا حتى تؤمني بمحمد - صلى الله عليه وسلم - (¬2).
فآمنت بلقيس ومن معها بنبينا محمَّد -عليه السلام- (¬3) من قبل أن يولد بدهر طويل.
قال: وهمّ سليمان أن يتزوجها وكره ما رأى من تلك الشعر وعرفت ذلك منه فقالت: يا نبي الله إن الرمانة لا تدري ما طعمها حتى تكسر.
فقال سليمان: ما لا يحلو في العين لا يحلو في القلب.
فقال بعضهم من نصحاء سليمان من الجن: يا نبي الله هل كرهت منها إلا هذا الشعر؟ أنا أحتال لها حتى يكون كالفضة البيضاء، قال: دونك، فعمل لها (¬4) عند ذلك النورة، فتنورت فخرجت بيضاء نقية وكان ذلك أول ما اتخذت النورة، فأما الحمامات فقد كانت قبل ذلك بزمان (¬5) ودهر طويل في ملك جم بن نوجهان وكان قد سخر له الجن والشياطين ولم يسخر له الريح والطير.
¬__________
(¬1) (أرى خاتمك) من "ب" "ي".
(¬2) (وسلم) ليست في "أ" "ي".
(¬3) (السلام) ليست في "ي".
(¬4) (لها) مكررة في الأصل.
(¬5) في الأصل (بزمن).