كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ} أي اعتزلهم وانصرف عنهم، وقيل: ما فيه تقديم وتأخير: {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} {فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ} {ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ}. عن ابن عباس عن النبي -عليه السلام- (¬1) قال: "كرامة الكتاب ختمه" (¬2).
وفي قوله: {أَفْتُونِي فِي أَمْرِي} دليل (¬3) على حسن المشاورة، وقولها: {مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا} أي ممضية حكمًا.
وفي قولهم: {نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ} دليل على حسن إظهار الجند بأسهم، وفي قولهم: {وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ} دليل على حسن طاعة الرعية للإمام.
وفي قولها: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً} دليل على وجوب حسن النظر في عواقب الأمور وتركهم قضية السورة والفورة {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} يجوز أن يكون أمر لكلام بلقيس على سبيل التأكيد، ويجوز أن يكون كلامًا مبتدأ من جهة الله على سبيل التصديق (¬4)، وعن بعض الملوك أنها احتج بها على بعض النساك فقال: اقرأ الآية التاسعة عشرة من هذه {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا}.
ففي قوله: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ} دلالة على صحة امتحان رجال الآخرة ورجال الدنيا بالدنيا.
{لَا قِبَلَ لَهُمْ} لا طاقة {بِهَا} ولا يقابلونها بشدة وبأس.
¬__________
(¬1) (السلام) ليست في "ي".
(¬2) الحديث أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (5/ 1)، والطبراني في الأوسط كما في المجمع (8/ 99)، والثعلبي في تفسيره (3/ 12) عن ابن عباس مرفوعًا، قال الهيثمي: فيه محمَّد بن مروان السدي الصغير وهو متروك، وقال العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (4/ 69/ 1567) موضوع.
(¬3) (دليل) من "ب" "ي".
(¬4) جعلها ابن عباس من كلام الله، أخرجه الطبري في تفسيره (18/ 52)، وابن أبي حاتم في تفسيره (9/ 2877/ 16328).

الصفحة 1345