كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{رَدِفَ لَكُمْ} أي ردفكم، والسلام مقحمة كما في قوله: {وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا} [الأعراف: 86] تكن تخفى.
{يَخْتَلِفُونَ} أي بنو إسرائيل {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ} إنه كان نبيًا مرضيًا أم ملكًا مقارنًا للمعصية وقد زكاه الله وأثنى عليه.
{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} ولكن الله أسمعهم كلامه على سبيل التقريع وهم في قليب بدر.
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ} وجب العذاب الموعود عليهم، والضمير عائد إلى غاية المحجوجين المخالفين بكفر أم ببغي {دَابَّةً} جنس من الحيوان لم يعرف بعد تكلمهم بلسان معهود معروف فيما بين الناس.
عن أنس بن مالك قال في دابة الأرض: أن فيها من كل أمة سيماها من هذه الأمة أنها تتكلم بلسان عربي مبين (¬1) قابل، والظاهر من هذه الدابة أنها آية ملجئة غير ملتبسة لاعتبار وقوع.
عن أبي هريرة أن النبي -عليه السلام- (¬2) قال: "تخرج الدابة معها خاتم سليمان وعصى موسى -عليه السلام- فتجلو وجه المؤمن وتختم أنف الكافر بالخاتم حتى أن أهل الخوان يجتمعون فيقول هذا ها يا مؤمن ويقول هذا ها يا كافر" قال عيسى: هذا حديث حسن صحيح (¬3)، قال إبراهيم: تخرج دابة الأرض من مكة (¬4)، وقال ابن عباس: الدابة التي يخرج الله تعالى للناس يكلمهم
¬__________
= والكلمة يونانية مركبة من "سوفيا" بمعنى الحكمة ومن "أسطس" بمعنى المموهة. بمعنى حكمة مموهة. وقد فصل القول فيها شيخ الإسلام ابن تيمية كما في كتابه الصفدية (1/ 97)، ومجموع الفتاوى (19/ 75)، وانظر: مفاتيح العلوم للخوارزمي (ص 91).
(¬1) (مبين) ليس في الأصل و"أ".
(¬2) (السلام) ليست في "ي"، وبدلها في "ب": (- صلى الله عليه وسلم -).
(¬3) الترمذي (3187)، وابن ماجه (4066)، وأحمد (2/ 295، 491)، والطيالسي (2687)، وابن جرير (18/ 122)، وابن أبي حاتم (9/ 2923) والحديث ضعيف.
(¬4) خروجها من مكة روي مرفوعًا من حديث حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -، قال: قلت: يا رسول الله، من أين تخرج؟ قال: "من أعظم المساجد حرمة على الله، بينما عيسى =

الصفحة 1349