كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

والقرآن وبالنبيين موسى ومحمد -عليهم السلام-[وقيل التوراة والإنجيل وموسى وعيسى -عليهم السلام-، وقيل: إنه موسى وهارون والنبيين هما -عليهم السلام-] (¬1).
{قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} المراد بالكتاب الذي وقع فيه التحدي بالإتيان به، كتاب مخالف لهما، غير كتاب مصدق لهما، وفحوى الخطاب دالة عليه.
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)} أهل الكتاب يؤتون أجرهم مرتين لإيمانهم.
{وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} يدفعون الكفر بالإيمان والإنكار بالإقرار.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -عليه السلام- (¬2) لعمه: "قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة" قال: لولا أن تعيرني قريش بهما لحمله عليه الجزع لأقررت بها عينك، فأنزل الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (¬3).
وعن عمر قال: نزلت: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} في أبي طالب (¬4)، عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬5) فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة (¬6) وقال: "أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله"، فقال أبو جهل وعبد الله (¬7) بن أبي أمية: أترغب عن ملّة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله يعرضها عليه ويعاودانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله، قال رسول الله: "لأستغفرن لك ما لم أنه عنك" فأنزل الله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ
¬__________
(¬1) ما بين [...] من "ب" "ي".
(¬2) (السلام) ليست في الأصل، وبدلها في "ب": (- صلى الله عليه وسلم -).
(¬3) مسلم (25).
(¬4) وجدته عن ابن عمر كما في النسائي في الكبرى (11384).
(¬5) في الأصل: (السلام)، وسقطت في "أ" "ي".
(¬6) (بن المغيرة) ليست في الأصل.
(¬7) (عبد الله) مكررة في "أ".

الصفحة 1359