كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

عن عبد الله بن ربيعة قال: سئل ابن عباس عن قول الله -عَزَّ وجل-: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ} فقلت: هو التسبيح والتهليل والتقديس فقال: لو قلت شيئًا عجيبًا، قال: وإنما ذكر الله -عَزَّ وجل- العباد أكبر من ذكر العباد إياه (¬1).
{وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} هو بيان البيان وهو تقييد العلم بالقلم، والعرب تسمي كل أثر طويل خطًا.
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ} عن يحيى بن جعدة أن النبي -عليه السلام- (¬2) أتي بكتب قد كتبوها فقال: "كفى بقوم حمقًا أو ضلالًا أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى نبي غير نبيهم أو كتاب غير كتابهم" فنزلت (¬3)، وإنما عدَّ الاشتغال بسائر (¬4) الكتب مكروهًا؛ لأن علم القرآن فريضة والاشتغال بسائر الكتب يمنع عن القيام بالفريضة ولاستغنائهم به عنه.
{وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} تشبيه بعشي السحاب الشمس أو لاعتبار الإحاطة. عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من فرّ بدينه إلى أرض وإن كان شبرًا استوجب الجنة وكان رفيق أبيه إبراهيم -عليه السلام-" (¬5) (¬6).
وفي قوله: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ} ردّ (¬7) على القدرية.
{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ} لأن اعتدال طبائعها على ضعف وتفاوتها إلى حتف ومسارها مضارها وانتظامها احترامها قال:
¬__________
(¬1) أبو داود في مراسيله (ص 223)، والدارمي (1/ 124)، وابن جرير (18/ 429)، وابن أبي حاتم (9/ 3072، 3073).
(¬2) (السلام) ليست في "ي".
(¬3) ورد عند الزمخشري في الكشاف (276)، والقرطبي في تفسيره (5/ 328)، وقريبًا منه في تاريخ دمشق (49/ 86) بلاغًا، وقال (عيسى) وليس (إبراهيم) وهذه روايات لا تصح.
(¬4) في "ب": (لسائر).
(¬5) (إبراهيم -عليه السلام-) من الأصل.
(¬6) تخريج أحاديث الكشاف (1/ 587)، وذكره القرطبي في تفسيره (5/ 347)، والثعلبي في تفسيره (3/ 372)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (49/ 86) وهو من مراسيل الحسن.
(¬7) (رد) ليست في "أ".

الصفحة 1372