كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

سفيان: سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم بدر من بعد غلبتهم (¬1)، قال الفراء (¬2): غلبتهم سقطت الهاء للإضافة.
{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} في معنى قوله: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140] ويحتمل أن معناه لتمكين دين الله كلا الأمرين فإنه شغل بعضهم ليظهر الإسلام {عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33].
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -عليه السلام- (¬3): "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لينفقن كنوزهما في سبيل الله" (¬4).
{يَتَفَرَّقُونَ} يتميزون.
{رَوْضَةٍ} مرج، وهي البقعة التي قلَّما يفارقها الماء والعشب، وقيل للحوض: روضة، قال:
وروضة سقيت فيها نضوتي (¬5)
واستراض المكان أي اتسع.
{يُحْبَرُونَ} يسرُّون، رجل محبور ويحبور: مسرور.
¬__________
(¬1) الترمذي (3193)، والنسائي في الكبرى (11389)، وأحمد (1/ 276، 304)، والطبراني (12377)، والحاكم (2/ 410) والحديث صحيح.
(¬2) ذكره الفراء في معانيه (2/ 319)، وذكر شاهدًا آخر وهو قوله تعالى: {وَإِقَامَ الصَّلَاةِ} [الأنبياء: 73] فسقطت الهاء للإضافة.
(¬3) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬4) البخاري (3/ 1135)، ومسلم (2918).
(¬5) هذا البيت من الرجز، ذكره ابن قتيبة في غريب الحديث (469)، وعزاه في تاج العروس واللسان، مادة (روض) لهميان السعدي، بينما عزاه القرطبي (14/ 13) لأبي عمرو، وكذا في إصلاح المنطق (1/ 264) وذكره ابن فارس في المحكم (8/ 245).

الصفحة 1376