كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

{يَمْهَدُونَ} المهد والتمهيد بمعنى، وهي توطئة المسير، وأصله من توثير الفراش.
{وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ} قال قطرب (¬1): قيل: التنزيل ومن قبله للمطر، وقيل: تكرار للتأكيد (¬2).
{فَرَأَوْهُ} أي أثر رحمة الله وهو الزرع والثمر مصفرًا جافًا قبل أوانه، وقيل: مصفرًا مدركًا {يَكْفُرُونَ} يزرعون (من ضعف) من ضعيف كقوله: {مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} [السجدة: 8]، وقيل: هو كقوله: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28] وضعف الطرفين دليل على الحدوث والفناء والابتداء والانتهاء.
{وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ} كقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} [النور: 63] واستخفاف الإنسان ضد توقيره.
عن أبي بن كعب عنه -عليه السلام- (¬3): "من قرأ سورة (¬4) الروم كان له الأجر عشر حسنات بعدد كل من يسبح الله بين السماء والأرض وأدرك ما صنع من ليلته" (¬5).
...
¬__________
(¬1) قول قطرب ذكره ابن الجوزي في تفسيره (3/ 427).
(¬2) قاله الأخفش نقله عنه ابن الجوزي في تفسيره (3/ 427).
(¬3) (السلام) ليست في "ي".
(¬4) (سورة) ليست في "أ".
(¬5) سبق أن ذكرنا أن هذا حديث موضوع غير ثابت.

الصفحة 1380