كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

"لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا حتى يديه خير له من أن يمتلئ شعرًا" (¬1) وكل شعر يلهي عن ذكر الله حرام وعن الصلاة؛ لأن النبي -عليه السلام- (¬2) استمع الشعر وقال: "إن من الشعر حكمة" (¬3).
{بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} كما خلقها الله تعالى.
{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} كان لقمان عبدًا حبشيًا لرجل من بني إسرائيل فأعتقه وأعطاه مالًا، واسم ابنه ثاران (¬4)، ولم يكن نبيًا في قول أكثرهم.
وعن سعيد بن المسيب: كان لقمان النبي -عليه السلام- خياطًا (¬5)، قال طاووس: الحكمة التي أوتيها، فمن كان عاقلًا فهو عند الله حكيم.
عن أنس أن النبي -عليه السلام- (2) قال: "رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس" (¬6).
وعن أنس عنه -عليه السلام- (¬7) أنه قال: "من أعطي (¬8) أربع خصال فقد
¬__________
(¬1) رواه البخاري (6154)، ومسلم (2258).
(¬2) (السلام) ليست في "ي"، وبدلها في "ب": (- صلى الله عليه وسلم -).
(¬3) البخاري (6145).
(¬4) ذكر ذلك السهيلي وابن جرير وابن قتيبة، وقال الكلبي: هو (مشكم) وذكر النقاش (أنعم)، وانظر: القرطبي (14/ 58)، وفتح القدير (4/ 338)، وتفسير السمرقندي (3/ 22).
(¬5) الذي ورد عند أحمد في الزهد: أنّ لقمان كان خيّاطًا، ولم يذكر النبوة، بل ورد عند ابن جرير (18/ 547) عن سعيد بن المسيب أنه أعطي الحكمة ومنعه النبوة.
(¬6) رواه البيهقي في الشعب (8061)، عن أنس وهو سند ضعيف. وروي عن علي - رضي الله عنه - كما في الحلية (2/ 203)، والطبراني في الأوسط (4847) وهو حديث موضوع، وروي عن سعيد بن المسيب مرفوعًا كما في ابن أبي شيبة (25428)، والبيهقي في السنن (10/ 109)، وفي الشعب (8447) وسنده ضعيف.
وروي عن أبي هريرة كما عند ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (40)، وفي "مداراة الناس" (31)، والأمثال في الحديث لأبي الشيخ (129) وسنده ضعيف.
(¬7) (السلام) ليست في "ي".
(¬8) (أعطي) ليست في "ب".

الصفحة 1383