كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

أعطي الدنيا والآخرة: قلب شاكر ولسان ذاكر وبدن صابر وزوجة صالحة" (¬1).
إنما خص لقمان ابنه من بين سائر الناس لاعتبار الأهم فالأهم، ألا ترى قال: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214] وقال -عليه السلام-: "ما نحل والد ولدًا أحسن من أدب حسن" (¬2). وقال -عليه السلام-: "لآن يؤدب ولده خير من أن يتصدق كل يوم بصاع" (¬3)، وعن علقمة (¬4) وعن عبد الله قال: لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] شقَّ ذلك على أصحاب النبي -عليه السلام- فقالوا: أينا لم يظلم نفسه، فقال رسول الله (¬5): "ليس كما تظنون (¬6) إنما قال لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} كفر برسول الله فإن الشرك أخفى في هذه الأمة من أثر النملة في الصخرة الصماء" ولهذا كره هذا (¬7) للإمام الراكع إذا سمع خفق نعل أن ينتظره.
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ} نزلت في شأن سعد ابن أبي وقاص (¬8) وحسن كونه عارضًا في أثناء الكلام من ثلاثة أوجه:
أحدها: اعتبار ما يجري بين لقمان الوالد وولده.
والثاني: اعتبار النهي عن الشرك.
¬__________
(¬1) ابن أبي الدنيا في "الشكر" (34)، والطبراني في الكبير (11275)، والبيهقي في الشعب (4429) والحديث ضعيف.
(¬2) أحمد (3/ 412) (4/ 77، 78)، والحاكم (7679)، والطبراني في الكبير (13234) والحديث ضعيف.
(¬3) الترمذي (1951)، وأحمد (5/ 96، 102)، والطبراني في الكبير (2032)، والحاكم (7680) والحديث ضعيف.
(¬4) (وعن علقمة) ليست في الأصل.
(¬5) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬6) البخاري (4629).
(¬7) (كره هذا) ليست في الأصل.
(¬8) أبو يعلى (782) والحديث ضعيف.

الصفحة 1384