كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

ولذلك قال: {لَا يَسْتَوُونَ}، وقيل: إن الوليد بن عقبة قال لعلي: أنا أفصح منك لسانًا وأحد سنانًا (¬1) وأردُّ للكتيبة منك، فقال له علي: اسكت فإنك فاسق (¬2)، وذلك لا يبطل مذهب العموم؛ لأن أكثر آي القرآن على هذا السبيل {فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا} المغيرة بن شعبة، عنه -عليه السلام- (¬3): "أن موسى -عليه السلام- (3) سأل ربه: أي رب أي أهل الجنة أدنى منزلة؟ قال: رجل يأتي بعد ما يدخل أهل الجنة الجنة فيقال له: ادخل فيقول: كيف أدخل نزلوا منازلهم (¬4) وأخذوا أخذاتهم! فيقال: أترضى أن يكون لك ما كان لملك من ملوك الدنيا؟ فيقال: نعم أي رب (¬5) فيقال له: فإن لك هذا وعشرة أمثالها فيقول: رضيت أي رب، فيقال له: فإن لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك" (¬6).
عن مسروق عن عبد الله قال: {الْعَذَابِ الْأَدْنَى} يوم بدر (¬7). وقال إبراهيم النخعي: آفة السنون (¬8) لقوله: {فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يعود إلى قوله {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ}.
والثاني: أن يكون ملاقاة محمَّد رسول الله وموسى -عليهما السلام- ببيت المقدس ليلة الإسراء.
والثالث: أن يكون المراد ملاقاتهما يوم البيت وذلك يوم الجمع يوم لا ريب فيه، ويحتمل أن يكون المراد به لقاء موسى الجبل الذي جعله الله دكًا وتلقيه الكتاب من عند الله.
¬__________
(¬1) (وأحد سنانًا) ليست في "ب".
(¬2) ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (263)، وابن عدي في الكامل (6/ 2131)،
والخطيب في تاريخه (13/ 321)، وابن عساكر (63/ 235).
(¬3) (السلام) ليست في "ي".
(¬4) في "ب": (منزلهم).
(¬5) (فيقال نعم أي رب) من الأصل فحسب.
(¬6) مسلم (189).
(¬7) ابن جرير (18/ 629، 630، 632، 634)، والطبراني (9038).
(¬8) ابن الجوزي في زاد المسير (6/ 341).

الصفحة 1393