كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

وكانت الخيل في هذه الغزوة في عسكر رسول الله ستة وثلاثين فرسًا (¬1).
وروي في بعض التاريخ أن النبي -عليه السلام- (¬2) اصطفى من السبي ريحانة بنت عمرو بن قنافة (¬3) وليس بمعروف، وكان يحمل رايته علي بن أبي طالب، وكانت امرأة من قريظة ألقت رحى من فوق الحصن فقتلت جُلاد بن سويد، فأمر رسول الله بقتل تلك المرأة فقتلت (¬4)، ونهى في هذه الغزوة أن يفرق بين الأم وولدها، وبين الأختين إذا كانتا صغيرتين، وبلغ عدد السبي تسعمائة.
{مِنْ صَيَاصِيهِمْ} جمع صيصية، وهي كل ما يقع به الامتناع والتحصن، وصياصي البقر قرونها، وصيصيتا الديك شوكتاه. وفي حديث أبي هريرة: "أصحاب الدجال شواربهم كالصياصي" (¬5).
{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ} مزارعهم وبساتينهم {وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا} بيوتهم وخزائنهم. وذكر الكلبي أن الأرض التي لم تطؤوها خيبر أي سيورثكم، ويحتمل أن الآية نزلت بعد فتح (¬6) خيبر، وأراد بالأرض {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [الحشر: 7] لم يوجفوا خيلًا ولا ركبًا.
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} جابر بن عبد الله قال: مكث رسول الله (¬7)
¬__________
(¬1) هذه روايهَ ابن إسحاق كما ذكرها الذهبي في تاريخ الإسلام، وله شواهد.
(¬2) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬3) ابن سعد في الطبقات (2/ 75)، والإصابة (7/ 658) وهي ريحانة بنت شمعون بن زيد بن عمرو بن قنافة، صحابية.
(¬4) ابن سعد في الطبقات (3/ 530).
(¬5) هذا الحديث ذكره أهل اللغة كصاحب لسان العرب في مادة (صيص).
وكذلك ذكره ابن الأثير في النهاية (3/ 140)، وابن الجوزي في غريب الحديث (1/ 612).
(¬6) (فتح) ليست في الأصل.
(¬7) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).

الصفحة 1406