كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

تناولهن جميعًا {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ} لأن المحنة على قدر النعمة بدليل اختلاف المحصن وغير المحصن في حكم الزنا.
{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} فلا تلنّ الكلام ولا تلطفن الصوت {وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} لا نفخ فيه ولاريبة.
عن ابن عباس قال: الجاهلية الأولى كانت بين إدريس ونوح عليهم السلام وكانت ألف سنة (¬1)، وقيل: إن الجاهلية الأولى كانت في أيام نمرود (¬2).
وعن عمر بن سلمة ربيب النبي -عليه السلام- (¬3) قال: لما نزلت {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} كان في بيت أم سلمة فدعا فاطمة والحسن والحسين فجللها بكساء وعلي خلف ظهره ثم قال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا " قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال: "إنك على مكانك وأنت على خير" (¬4)، وفي بعض الروايات قالت أم سلمة: ألست من أهل بيتك يا رسول الله؟ قال: "بلى" فأدخلها معهم في كسائه (¬5)، ولكن الرواية الأولى أشهر فإن لم يدخلها فلاستغنائها بظاهر الكتاب فلتطمئن (¬6) قلبها أو كونها متأخرة في تزوجه (¬7) عن نزول الآية.
وعن أم سلمة قالت: قلت: يا رسول الله تذكر الرجال في كل شيء ولا تذكرنا فأنزل الله: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} الآية (¬8)، وإنما أحبت
¬__________
(¬1) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (6/ 380).
(¬2) الذي ورد أنه في زمن إبراهيم كما عند ابن سعد (8/ 199، 200).
(¬3) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (النبي - صلى الله عليه وسلم -).
(¬4) الترمذي (3205)، وابن جرير (19/ 106)، والطبراني في الكبير (8295) وهو صحيح.
(¬5) أحمد (6/ 298) وفي سنده شهر بن حوشب ضعيف.
(¬6) في الأصل و"ب": (فلتطهر).
(¬7) في "أ": (تزوجها).
(¬8) أحمد (6/ 301، 305)، والنسائي في الكبرى (11405)، وابن جرير (19/ 111)، والطبراني في الكبير (23/ 263/ 554)، والحديث صحيح.

الصفحة 1408