كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

غير هذه" قال: "قد جعلت الأمر إليه إن شاء فليرحل" قالوا: يا محمد ما بقي قضيت ما عليك (¬1)، يا زيد فانطلق معنا، قال: هيهات هيهات ما أريد برسول الله بدلًا ولا أؤثر عليه أحدًا، قال أبوه: يا نبي الله أما إني أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسوله، فآمن حارثة وأبى الباقون ورجعوا إلى البرية، والحديث مختصر (¬2).
وعن أبي عمرو الشيباني أن جبلة بن حارثة قال: قدمت على رسول الله (¬3) فقلت له: يا رسول الله أبعث معي أخي زيدًا قال: "هوذا فإن انطلق معك لم أمنعه" قال زيد: يا رسول الله والله لا أختار عليك أحدًا، قال جبلة بن حارثة: فرأيت رأي أخي أفضل (¬4).
وعن عمر أنه فرض لأسامة بن زيد في ثلاثة آلاف وخمسمائة وفرض لعبد الله بن عمر في ثلاثة آلاف فقال عبد الله لأبيه: لم فضلت أسامة عليَّ فوالله ما سبقني إلى مشهد، قال: لأنَّ زيدًا كان أحب إلى رسول الله من أبيك، وكان أسامة أحب إلى رسول الله (¬5) منك فآثرت حبّ رسول الله على حبي (¬6).
وعن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬7) بعث بعثًا وأمَّر عليهم أسامة بن زيد فطعن الناس في إمرته فقال: "إن تطعنوا في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إليَّ وإن هذا من أحب الناس إلى بعده".
¬__________
(¬1) (ماعليك) ليست في "ب".
(¬2) رواه تمام في فوائده (1200)، وابن عساكر في تاريخه (10/ 137) (19/ 530).
(¬3) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬4) الترمذي (3815)، والطبراني في الكبير (2192)، والحاكم (3/ 237)، والحديث حسن.
(¬5) قوله (من أبيك) إلى هنا ليست في "ب".
(¬6) الترمذي (3813)، وابن أبي شيبة (32878)، والحاكم (3/ 645) والأثر فيه ضعف.
(¬7) (- صلى الله عليه وسلم -) ليست في "ب".

الصفحة 1412