كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

وعن ابن عباس عنه -عليه السلام- (¬1) قال: "من قال: جزى الله عنا محمدًا ما هو أهله أتعب سبعين كاتبًا ألف صباح" (¬2)، وقال (¬3) -عليه السلام-: "من ذكرت عنده فلم يصلِّ علي فقد خطىء طريق الجنة" (¬4).
{يُؤْذُونَ اللَّهَ} إيذاء الله على سبيل المجاز كخداع الله.
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} الآية، قيل: كانت الحرائر والإماء يخرجن من بيوتهن في زيٍّ واحد، وكان السفهاء يتعرضون للحرائر والنظر إلى وجوههن كما يتعرضون للإماء لا يميزون بينهن فيتأذى الحرائر بذلك، فأنزل (¬5). {جَلَابِيبِهِنَّ} جمع جلباب وهي الإزار.
{وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} المولدون للأقوال المضطربة التي لا قرار لها ولا حقيقة، و (أرجف الناس في الشيء): إذا خاضوا فيه واضطربوا {إِلَّا قَلِيلًا} إلا قليلين، أو إلا زمانًا قليلًا.
{مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا} فعلى قوله: {إِلَّا قَلِيلًا} نصب على الحال أو البدل، وعلى قوله (إلا زمانًا قليلًا) نصب على الذم والشتم كقوله: {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [المسد: 4]، وفي الآية دليل على جواز قتل المنافق إذا ظهر نفاقه {الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} أنبياء الله الذين ينصرهم على من آذاهم، وقيل: الذين خلوا من قبل بني قريظة والنضير.
{يَسْأَلُكَ (¬6) النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ} كان الناس يكثرون السؤال عن الساعة متى هي، فلذلك كثر الجواب.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} لم يذكر سبب نزول
¬__________
(¬1) (السلام) ليست في "ي".
(¬2) الطبراني في الكبير (11509)، وفي الأوسط (535)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 306)، والحديث ضعيف جدًا بسبب هانئ بن المتوكل.
(¬3) (وقال) من "ب".
(¬4) ابن ماجه (908)، والبيهقي في الشعب (1573، 1574) والحديث صحيح.
(¬5) ابن جرير (19/ 183).
(¬6) في "أ": (يسألونك) وهو خطأ.

الصفحة 1424