كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
نبت، قال: لما أنت؟ قالت: لخراب هذا البيت -يعني بيت المقدس- فقال سليمان: اللهم غيّب الجن موتي حتى يعلم الإنس أنهم كانوا لا يعلمون الغيب.
قال: فأخذ عصا فتوكا عليها حولًا ثم أكلتها الأرضة فسقط فعلموا عند ذلك بموته فشكرت الشياطين تلك الأرضة وإنه لما (¬1) كانت الأرضة جاءها الشياطين فقالوا: قدروا مقدار أكل العصا فكانت (¬2) سنة، والأرضة دويبة تأكل الخشب (¬3).
{الْعَذَابِ الْمُهِينِ} سخرة سليمان -عليه السلام- وتكليفه بإذن الله.
{آيَةٌ} اسم كان، وخبره في الجار والمجرور، و {جَنَّتَانِ} رفع على أنهما بيان الآية {كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ} يدل على كون حجة الله فيهم من رسول الله أو نبي أو صديق أو صالح أو عاقل يذكرهم بالإله ونعمائه.
وذكر الكلبي أن الله تعالى (¬4) بعث إليهم ثلاثة عشر نبيًا وكانوا في ثلاث عشرة قرية {بَلْدَةٌ} أي هذه {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ} الطين {وَرَبٌّ غَفُورٌ} أي ولكم رب غفور إن شكرتموه.
{فَأَعْرَضُوا} عن الشكر {سَيْلَ الْعَرِمِ} {سَيْلَ الْعَرِمِ} (سيل) (¬5) مصدر قائم مقام الاسم و (العرم) المسناة التي هي السد (¬6) والسكر.
¬__________
(¬1) في الأصل: (واهما).
(¬2) (فكانت) من "ب".
(¬3) هناك قصة قريبة عن السدي عند ابن جرير (19/ 241، 242).
(¬4) (تعالى) ليست في "ب".
(¬5) في "ب": (سبيل).
(¬6) قاله مجاهد وأبو ميسرة والفراء وابن قتيبة، وقال أبو عبيدة: هي السِّكْرُ.
[زاد المسير (3/ 494)].