كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
{وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ} مثل رجمهم بالغيب، وهو ظنهم بالنبي -عليه السلام- الظنون الفاسدة {مِنْ مَكَانٍ} لبُعد السفهاء عن إصابة العقلاء.
{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ} في المشركين متصلة بما قبلها يدل عليه فحوى الخطاب، ولكن عموم قوله: {مَا يَشْتَهُونَ} جعل مما يجوز اقتباسه لوصف المؤمنين وذلك لأن كل واحد من الناس يشتهي أن يعيش ويشك في ساعة موته الذي يفنى به، وهذا النوع من الاقتباس كاقتباس علي - رضي الله عنه - {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} [الأنبياء: 101] الآية.
وعن أُبي بن كعب عنه -عليه السلام- (¬1): "مَن قرأ سورة سبأ لم يبقَ رسول ولا نبي إلا كان له يوم القيامة مصافحًا" (¬2).
...
¬__________
(¬1) (السلام) ليست في "ي".
(¬2) هذا حديث مكذوب لا يثبت ومرّ الكلام عليه.