كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)

عن أبي هريرة عنه -عليه السلام- (¬1) قال: "كلم البحران فقيل للبحر الذي بالشام: يا بحر إني قد خلقتك وأكثرت فيك من الماء وإني حامل فيك عبادًا لي يسبِّحونني ويحمدونني ويهللونني ويكبِّرونني فما أنت صانع بهم؟ قال: أغرقهم. قال الله تعالى: إني أحملهم على ظهرك وأجعل بأسك في نواصيك، وقال للبحر الذي باليمن: إني قد خلقتك وأكثرت فيك من الماء وإني حامل (¬2) فيك عبادًا لي يسبحونني ويحمدونني ويهللونني ويكبرونني فما أنت صانع بهم؟ قال: أسبحك وأحمدك وأهللك وأكثرك معهم وأحملهم في بطني. قال الله تعالى: فإني أفضلك على البحر الآخر بالحلية والطري" (¬3) ومعنى الحمل في بطن الماء عمل الغواصين.
{قِطْمِيرٍ} حبة في بطن نواة التمر، وقيل: لفافة نواة التمر (¬4)، يضرب به المثل في القلة والحبة كالنقير والفتيل.
{وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} معطوف على مضمر تقديره: أحطنا بالغيب والشهادة خبيرًا، ولا ينبئك بالأمر أحد مثل خبير به كالمثل السائر: ما حكّ جلدك مثل ظفرك (¬5).
¬__________
(¬1) (السلام) ليست في "ي".
(¬2) في الأصل و"ي": (جاعل).
(¬3) ذكره الخطيب في تاريخه (10/ 234)، والحديث ضعيف كما في "العلل المتناهية" (34) لابن الجوزىِ.
(¬4) قال ابن فارس في المحكم (6/ 623): القطمير: شق النواة، وقيل: القشرة التي فيها، وقيل: هي القشرة الرقيقة التي بين النواة والتمر. وكذا قال ابن منظور في اللسان (11/ 231) وزاد: ويقال: هي النكتة البيضاء التي في ظهر النواة التي تنبت منها النخلة. تقول: ما أصبت منه قطميرًا، أي شيئًا، فهو يضرب به المثل في القلة كما ذكر المؤلف.
(¬5) هذا المثل هو بيت للشافعي كما في ديوانه (ص 111) وبلا نسبة في تاج العروس (حكك) ولفظه:
ماحَكَّ جلدَكَ غيرُ ظُفْرِكْ ... فتولَّ أنت جميعَ أمركْ
وذكره الميداني في مجمع الأمثال (3/ 250) بلفظ: ما حَكّ ظهري مثل يدي، ومثله الزمخشري في المستقصى في أمثال العرب (2/ 321).

الصفحة 1442