كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
{جُدَدٌ} جمع جُدَّة وهي الخطة والطريقة (¬1) {وَحُمْرٌ} جمع أحمر الذي لونه حمرة وهو لون العقيق بين الشقرة والكمتة، والعرب تسمي الأبيض أحمر {وَغَرَابِيبُ سُودٌ} جمع غربيب وهو شديد السواد وإنما تأخر ذكر السواد لبيان اللفظ الغريب أو لاعتبار نظم الآي (¬2).
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} إنما خصهم بالخشية لاختصاصهم بالهيبة، واختصاصهم بالهيبة لاختصاصهم بتجلي ذي الجلال لهم.
والضمير في قوله: {فَمِنْهُمْ} عائد إلى {الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} ويجوز أنه عائد إلى {عِبَادِنَا}.
عن ابن عباس أنه سأل كعبًا عن قوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} الآية. قال: تحاكّت مناكبهم (¬3) وربّ كعب ثم أعطوا الفضل بأعمالهم (¬4).
وعن البراء عنه -عليه السلام- (¬5): كلهم (¬6) ناج وهي لهذه الأمة (¬7).
وعن ابن مسعود البدري: كلهم في الجنة (¬8). وقال عطاء: إني
¬__________
(¬1) ذكره الفراء في معانيه (2/ 369) واستشهد بقول امرئ القيس:
كأنَّ سراتيه وَجُدَّةُ مَتْنِهِ ... كنائنُ يجري فَوْقَهُنَّ دليصُ
يريد بالجُدَّة: الخطة السوداء تكون في متن الحمار، وكذا قال الطبري في تفسيره (19/ 362).
(¬2) وذلك أن العرب تقول: أسود غريب إذا وصفوه بشدة السواد، وجعل ههنا السواد صفة للغرابيب [الطبري (19/ 363)].
(¬3) في الأصل: (بياض).
(¬4) ابن جرير (19/ 369، 370).
(¬5) (السلام) ليست في "ي".
(¬6) (كلهم) ليست في الأصل.
(¬7) عزاه صاحب الدرر (12/ 290) للفريابي، وابن مردويه.
(¬8) الذي وجدناه عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا. وهو عند الترمذي (3225)، وأحمد، والحديث صحيح.