كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)

وعشرون منزلًا فيما يشاهد {كَالْعُرْجُونِ} قال الفراء: العرجون ما بين الشماريخ إلى الثابت في النخلة من العذق (¬1).
{لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} فيه ما يبطل قول المنجمة في الكسوف والاحتراق إلا أنهم لا يسمون ليالي الهلال والمحاق قمرًا.
{وَآيَةٌ لَهُمْ} لقريش وأمثالهم {ذُرِّيَّتَهُمْ} (¬2) {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} [الإسراء: 3].
{وَخَلَقْنَا لَهُمْ} للذرية {مِنْ مِثْلِهِ} مثل الفلك المشحون.
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أتدرون ما {الْمَشْحُونِ}؟ قلنا: لا، قال: الموقر، قال: جعلت سفينة نوح -عليه السلام- (¬3) على مثالها (¬4).
وعن السدي عن أبي مالك {أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} قال: سفينة نوح حمل فيها من كل زوجين اثنين، وقال: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ}.
قال: {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42)} قال: السفن التي في البحر والأنهار التي يركبُ الناس فيها (¬5).
{إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا} نصب لأنه مفعول له (¬6)، وتقديره: إلا أن نرحمهم رحمة منا.
{وَإِذَا قِيلَ} جوابه مضمر والتقدير منه: أعرضوا.
¬__________
(¬1) ذكره الفراء في معانيه (2/ 378).
(¬2) (ذريبتهم) ليست في "ب".
(¬3) (السلام) ليست في "ي".
(¬4) أخرجه الطبري في تفسيره (19/ 444) عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
(¬5) ذكره السيوطي في الدر (12/ 352 - 353)، وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(¬6) هذا قول أبي إسحاق الزجاج، وذهب الكسائي إلى أنه منصوب على الاستثناء.
[إعراب القرآن لنحاس (2/ 724)].

الصفحة 1454