كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)

{فَالتَّالِيَاتِ} هم الذين يتلون رسالات الله على أنبيائه عليهم السلام (¬1).
{وَرَبُّ الْمَشَارِقِ} مشارق النجوم أو مشارق الشمس (¬2) على جدتها؛ فإنها تطلع كل يوم من مشرق آخر.
{لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى} قال الفراء (¬3): معنى (لا) كقوله: {فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ (¬4)} [الحجر: 13،12] ولو كان في موضع (لا) (أن) صلح ذلك كما في قوله: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} [النساء: 176] يريد الفراء كون الفعل المتأخر المنفي معلولًا بالفعل المتقدم المثبت مرتفعًا فحذف الناصبة معنى، قال الحجاج في ابن عباس: إن كان لمعقنا يريد ثاقب العلم، والفضل ما شهدت به الأعداء.
{أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} تقرير ضعفهم وتقريب إعادتهم من اتهامهم على ما يتصور في أوهامهم كقوله: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27)} [النازعات: 27].
وعن النعمان بن بشير {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} قال: أمثالهم (¬5).
{فَاهْدُوهُمْ} أمر بالسوق.
{وَقِفُوهُمْ} أمر بالوقف بعد الأمر بالسوق إنما هو إن شاء الله لتكرار الأمر بالسوق وتضعيف الخوف والهول عليهم.
¬__________
(¬1) وهم الملائكة يتلون رسالات الله على أنبيائه. قاله مجاهد والسدي، أخرجه عنهم الطبري في تفسيره (19/ 494).
(¬2) قال قتادة والسدي: هي مشارق الشمس وهي ستون وثلاثمائة مشرق والمغارب مثلها عدد أيام السنة. رواه عنهما الطبري في تفسيره (19/ 496) وابن أبي حاتم في تفسيره (10/ 3204).
(¬3) ذكره الفراء في معانيه (2/ 383).
(¬4) (به) من "أ" "ي".
(¬5) روي عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب في هذه الآية {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [لصَّافات: 22] يقول: ضرباءهم، وهو بمعنى أمثالهم. أخرجه الطبري في تفسيره (19/ 519) وأخرجه الحاكم (2/ 430).

الصفحة 1466