كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
في الصاد على قضية هذا الحديث أنها إشارة إلى جواب القسم فكأنه قيل: صدقت (¬1) {وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} وقيل: جواب القسم مضمر، والقرآن ذي الذكر إنك لناصح (¬2).
وقيل: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا} جواب القسم كقولك لخصمك: والله أنت مبطل، وقيل: جواب القسم {كَمْ أَهْلَكْنَا} كقولك لأخيك: أقسم عليك بالله هل رأيت فلانًا (¬3).
وقيل: جواب القسم {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ولا يحتمل هذا إلا أن يخرج الكلام من الحكاية ويجعله كلامًا مبتدأً من جهة الله تعالى، وقيل: جواب القسم {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ} على احتمال كلام المبتدأ.
وقيل: جواب القسم {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (11)} وقيل: جواب القسم (¬4) {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (¬5) (64)} [صَ: 64] الكتاب (¬6)، وامتنع الفراء عن إجازة هذا القول (¬7).
{وَلَاتَ} التاء زائدة في (لا) النفي كما زيدت (ثم) وربّ، وقال
¬__________
= وابن جرير (20/ 19، 20)، وابن أبي حاتم كما عند ابن كثير في تفسيره. والحديث ضعيف.
(¬1) قاله الضحاك. أخرجه الطبري في تفسيره (20/ 7) وهو مروي عن ابن عباس. ذكره ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير (3/ 557).
(¬2) من قال إنه مضمر الحوفي وابن عطية والزمخشري وأبو حيان، والجميع اختلفوا في تقدير هذا المضمر.
[المحرر (14/ 7)، الكشاف (3/ 359)، البحر (7/ 383)].
(¬3) وهذا قول ثعلب والفراء.
[معاني القرآن (2/ 397)].
(¬4) وهو قول الزجاج والكوفيون غير الفراء.
[معاني القرآن للزجاج (4/ 319)].
(¬5) (النار) ليست في "ي" "أ".
(¬6) (الكتاب) ليست في الأصل.
(¬7) انظر معاني القرآن للفراء (2/ 397).